هل تتكون الجبال الجليدية من الماء العذب أو الماء المالح؟

تتكون معظم الجبال الجليدية من جليد المياه العذبة العائمة في المياه المفتوحة للمحيطات والبحار. إنها ظاهرة مرادفة للمناطق القطبية حيث تكون درجات الحرارة شديدة البرودة. ومن المثير للاهتمام أن 10٪ فقط من الجبال الجليدية تكون عادة مرئية بينما 90٪ مغمورة بالمياه. يتراوح ارتفاع الجبال الجليدية بين 3.3 و 250 قدمًا فوق مستوى سطح البحر ومعدل درجات الحرارة من حولها يصل إلى 20 درجة مئوية. أنتاركتيكا هي موطن لأكبر الجبال الجليدية على وجه الأرض مع أعلى جبل جليدي على الإطلاق تبلغ مساحته 12000 ميل مربع ويبلغ طوله 555 قدم ، وهو متوسط ​​ارتفاع برج واشنطن.

تتشكل الجبال الجليدية من خلال عمليتين متميزتين تحددان تكوينهما. على الرغم من اختلاف عمليات التكوين ، إلا أن الجبال الجليدية تحتوي عادة على مياه عذبة.

في درجات الحرارة المنخفضة بشكل استثنائي ، يبدأ ماء البحر بالتجميد تدريجياً. بينما يتجمد ، فإنه يشكل نقطة مركزية و يستمر في النمو نحو الخارج. تؤدي العملية البطيئة إلى دفع كل الملح إلى حواف كتلة الجليد المتجمدة وتطلق كل الملح في نهاية المطاف مرة أخرى إلى مياه البحر. هذه العملية تستغرق سنوات لتشكيلها لأنها بطيئة وتدريجية. تحتوي الجبال الجليدية المتكونة على مياه عذبة حيث يتم التخلص من كل الملح .

تشهد أماكن مثل غرينلاند وأنتاركتيكا درجات حرارة منخفضة للغاية على مدار العام. نتيجة لذلك ، يتم تغطيتها عادةً في التربة الصقيعية على شكل أنهار جليدية ورفوف جليدية. بسبب تراكم الثلوج ، تنفصل الأجزاء عن الحواف وتتجول في المحيط مكونًة الجبال الجليدية. نظرًا لأن الثلج والجليد المتراكم لتشكيل الأرفف الجليدية هو مياه عذبة مجمدة ، فإن الجبال الجليدية المتكونة من هذه العملية هي مياه عذبة.

ينظر العلماء إلى دراسة الجبال الجليدية كظاهرة مهمة للسفن البحرية. نظرًا لأن معظم كتلة اي جبل جليدي مغمورة بالمياه ، فإنها تشكل تحديًا للسفن البحرية ، خاصة في الليل. منذ غرق السفينة تايتانيك في عام 1912 ، شكلت الولايات المتحدة مع اثني عشر دولة أخرى ما يعرف بوحدة دوريات الجليد الدولية وهي تستخدم الطائرات والرادارات لتعقب الجبال الجليدية العائمة على طول خطوط الشحن الرئيسية. تحذر الوحدة السفن التي تعبر مياه شمال المحيط الأطلسي والقارة القطبية الجنوبية من وجود جبال جليدية في طريقها.

تلعب الجبال الجليدية أيضًا دورًا مهمًا في دعم الحياة البحرية في المناطق القطبية. فمثلا تستخدم  الرفوف القارية بمثابة أرض للصيد والترفيه ومشاهدة الدببة القطبية. ومع ذلك ، يؤدي الاحتباس الحراري  والتغيرات المناخية الناتجة عن ذلك إلى ذوبان الجبال الجليدية مما يجبر الدببة على السباحة أكثر في المحيط بحثًا عن مناطق الصيد ، مما يؤدي إلى الغرق وتقليل عددهم. علاوة على ذلك ، لا تختلط المياه العذبة من الجبال الجليدية الذائبة مع مياه المحيط المالحة مما يؤدي إلى ارتفاع منسوب مياه البحر.

© موقع كنز العلوم.  جميع الحقوق محفوظة.