تاريخ
أسباب قيام ما يُسمى بمجلس التعاون الخليجي.
أسباب قيام ما يُسمى بمجلس التعاون الخليجي..رؤية عمانية صرفة.
الكثير منا يعلم بأن الخليج العربي يمتلك من الثروات الشيء الكثير ، فهو مصدر الطاقة الأهم في الكرة الأرضية جمعاء ، وهو صاحب تلك المكانة التي تُعد من أهم المميزات في أي رقعة من الأرض ، ألا وهي الممرات المائية الاستراتيجية.. ونخص بالذكر هنا السلطنة حيث تحمَّلت عبء حماية مدخل الخليج العربي بحكم موقعها الجيواستراتيجي..
كلنا يعلم بأن بريطانيا كان لها نصيب الأسد من حصة الخليج العربي فالإمارات وقطر والبحرين كانتا تبعا لبريطانيا حتى إعلان استقلال هذه الدول بعد انسحاب بريطانيا منها ، ولا شك أن انسحاب بريطانيا من هذه الدول وهي القوة العظمى لا شك بأن ذلك قد يفتح الباب على مصراعيه لأطماع الدول الجشعة .. فسرعان ما حدث فراغ سياسي في أروقة تلك الدول ، جعل من الضرورة بمكان البدء في إيجاد عقد أو تحالف مع دول الجوار ففي الاتحاد قوة تتكفل بردع أية أطماع.
كما أننا لا ننسى أطماع إيران في ظل حكم الشاة في السبعينات ، وما كان لهذه الأطماع من خطورة على الخليج بكافة أطيافه ، فالفرصة كانت مهيئة للشاة بحكم أن القوتين العظميين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي كانتا في صراع للوصول إلى منابع النفط والاستحواذ عليها..
وما قيام الثورة الإيرانية علم 1979م من ذلك ببعيد ، إذ أن التهديدات وردود الأفعال التي كانت إبان الثورة قد علت واعتلت على الساحة السياسية في دول الخليج ، وقد شكلت تلك الثورة أكبر خطورة في ذلك الوقت على الدول المجاورة ، بحكم الغموض في قادم الأيام إزاء السياسة الجديدة لقادة الثورة..
ثم يأتي الملف العراقي واحتلاله للكويت ، وقد تخوفت دول الخليج من أن يشمل الاحتلال دولا أخرى .. كل هذه المعطيات أدت إلى قيام ما يسمى بدول مجلس التعاون الخليجي..
لكن هل ارتقى المجلس إلى المستوى المنشود ؟ الجواب جاء من السلطنة: لا لم يرقَ المجلس إلى المستوى المطلوب إذ أن صيغه لا تتجاوز على أقل تقدير صيغ الجامعة العربية ، مع أن المجلس تلقى من الدعم الشيء الكثير مما يخوله إلى تقديم تجربة عربية مميزة..
الكثير منا يعلم بأن الخليج العربي يمتلك من الثروات الشيء الكثير ، فهو مصدر الطاقة الأهم في الكرة الأرضية جمعاء ، وهو صاحب تلك المكانة التي تُعد من أهم المميزات في أي رقعة من الأرض ، ألا وهي الممرات المائية الاستراتيجية.. ونخص بالذكر هنا السلطنة حيث تحمَّلت عبء حماية مدخل الخليج العربي بحكم موقعها الجيواستراتيجي..
كلنا يعلم بأن بريطانيا كان لها نصيب الأسد من حصة الخليج العربي فالإمارات وقطر والبحرين كانتا تبعا لبريطانيا حتى إعلان استقلال هذه الدول بعد انسحاب بريطانيا منها ، ولا شك أن انسحاب بريطانيا من هذه الدول وهي القوة العظمى لا شك بأن ذلك قد يفتح الباب على مصراعيه لأطماع الدول الجشعة .. فسرعان ما حدث فراغ سياسي في أروقة تلك الدول ، جعل من الضرورة بمكان البدء في إيجاد عقد أو تحالف مع دول الجوار ففي الاتحاد قوة تتكفل بردع أية أطماع.
كما أننا لا ننسى أطماع إيران في ظل حكم الشاة في السبعينات ، وما كان لهذه الأطماع من خطورة على الخليج بكافة أطيافه ، فالفرصة كانت مهيئة للشاة بحكم أن القوتين العظميين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي كانتا في صراع للوصول إلى منابع النفط والاستحواذ عليها..
وما قيام الثورة الإيرانية علم 1979م من ذلك ببعيد ، إذ أن التهديدات وردود الأفعال التي كانت إبان الثورة قد علت واعتلت على الساحة السياسية في دول الخليج ، وقد شكلت تلك الثورة أكبر خطورة في ذلك الوقت على الدول المجاورة ، بحكم الغموض في قادم الأيام إزاء السياسة الجديدة لقادة الثورة..
ثم يأتي الملف العراقي واحتلاله للكويت ، وقد تخوفت دول الخليج من أن يشمل الاحتلال دولا أخرى .. كل هذه المعطيات أدت إلى قيام ما يسمى بدول مجلس التعاون الخليجي..
لكن هل ارتقى المجلس إلى المستوى المنشود ؟ الجواب جاء من السلطنة: لا لم يرقَ المجلس إلى المستوى المطلوب إذ أن صيغه لا تتجاوز على أقل تقدير صيغ الجامعة العربية ، مع أن المجلس تلقى من الدعم الشيء الكثير مما يخوله إلى تقديم تجربة عربية مميزة..
لَو قَال قَائِل: مَا هُو التَّوَجُّه الْعُمَانِي إِزَاء قِيَام مَجْلِس لِلْتَعَاوُن الْخَلِيْجِي؟
نَقُوُل: أَوَّل خِطَاب لِسُلْطَان عَمَّان كَان فِي تَارِيْخ 23/7/1970م وَكَان مِمَّا جَاء فِيْه : ” إِنِّي أَتَتَطْلّع إِلَى الْتَّأْيِيْد الْعَاجِل وَالتَّعَاوُن الْوُدِّي مَع جَيْرَانِنَا ، وَأَن يَكُوْن مَفْعُوْلَه لِزَمَن طَوِيْل ، وَالْتَّشَاوُر فِيْمَا بَيْنَنَا لِمُسْتَقْبَل مِنْطَقَتِنَا ” مِن خِلَال هَذِه الْكَلَام يَكُوْن الْجَوَاب عَن الْسُّؤَال الَّذِي افْتَرَضْنَا أَن قَائِلا قَد قَالَه ؛ فَالتُوَجّه إِذا كَان تَوَجَّهَا تَعاونيّا تُجَاه دُوَل الْخَلِيْج ، لَكِنِّي مَا زِلْت أَسْتَشْكِل هَذَا الْتَوَجُّه الَّذِي وَإِن اسْتَمَر فَإِن بِدَايَتُه كَانَت لِحَاجَة فِي نَفْس يَعْقُوْب؟؟!!
مَا مَعْنَى ذَلِك؟
لَا تَتَعَجَّلُوْا..
فِي تِلْك الِلَّحَظَات مَاذَا كَان يَجْرِي؟ نَعَم؛ عَمَّان تَخُوْض مِعْرَكَتَين شَرِّسَتَيْن : الْأُوْلَى تِلْك الْمَعْرَكَة الَّتِي تَدُوْر رَحَاهَا فِي ظَفَار مَع الْتَدَخُّل الْشُّيُوعِي ، وَالْمَعْرَكَة الْثَّانِيَة هِي تَطْبِيْق الْأَقْوَال ، وَأَعِنِّي بِهَا الْوُعُود الْمَنْشُوْدَة وَالَّتِي تَتَمَثَّل فِي الْتَنْمِيَة وَالْبِنْيَة الْتَحْتِيَّة وَالتَّطْوِيْر ، فَهَذِه بِحَد ذَاتِهَا مَعْرَكَة أَكْبَر مِن سَابِقَتِهَا ،، ثُم إِنَّنَا لَا نَنْس أَن هُنَاك وَفِي تِلْك الْفَتْرَة أَيْضا بَعْض الْتَوَتِّرَات فِي صُوْر وَالْمَنَاطِق الْمُجَاوِرَة لَهَا..فَهَذِه الْأُمُور مِن وِجْهَة نَظَرِي هِي الْمُرْتَكَز الَّذِي جَعَل الْسَّلْطَنَة تَتَّجِه إِلَى الْتَّعَاوُن الْخَلِيْجِي ، لَا سِيَّمَا مَا يَخُص بِأُمُوْر الْحُدُوْد وَالثُّغُور الَّتِي تَكُوْن أَهُم مَا فِي شُؤُوْن الْمَعَارِك وَالالْتَحَامَات..
لَم نُخْطِئ إِذَا قُلْنَا بِأَن الْسَّلْطَنَة كَانَت تَرْغَب بِشَغَف وَقُوَّة أَن يَكُوْن هُنَالِك تَنْسَيْق بَيْن دُوَل الْخَلِيْج ، لِأَن غِيَاب مِثْل هَذَا الْتَّنْسِيق يُؤَدِّي إِلَى تَهْدِيْد الْأَمْن الْعُمَانِي ، بَل وَيُدَعَّم مِن فُرَص إِغْرَاء الْدُّوَل الْكُبْرَى لِتَعُوْد مُجَدَّدَا إِلَى الْخَلِيج ، وَالَّذِي مِن الْمُرَجَّح أَن لَو عَادَت لَن تَكْتَف بِرُقْعَة وَاحِدَة فَقَط! اسْتَمَرَّت الْدَّعَوَات الْعُمَانِيَّة إِلَى تَرْسِيْخ مَبْدَأ الْتَّعَاوُن وَالتَّنْسِيق بَيْن دُوَل الْخَلِيْج ، لَكِن تِلْك الَدَعَوَات لَم تَلْق اسْتِجَابَة فِي بِدَايَة طَالَعْهَا ، وَالْسَّبَب فِي عَدَم اسْتِجَابَة تِلْك الْدُّوَل لِلْنِّدَاءَات الْعُمَانِيَّة هُو الْتَّخَوُّف الَّذِي لَم أَجِد لَه مُبَرِّرَا ، فَلَئِن اتَّحَدْت خَيْر لَك مِن أَن تَكُوْن فِي مَعْزِل!
الْسَّلْطَنَة كَانَت تَتَابَع بِعَيْن وَاحِدَة الْتَّعَمُّق الْشُّيُوعِي فِي جَنُوْبِهَا ، وَالْعَيْن الْأُخْرَى كَانَت تَتَابَع بِهَا ذَلِك الْتَّعَمُّق وَلَكِن بِشَكْلِه الْآَخِر وَالَّذِي يُهَدِّد كَامِل الْجَزِيْرَة الْعَرَبِيَّة وَلَيْس الْسَّلْطَنَة فَحَسْب ، وَإِن أَكْبَر هَاجِس لِلشُيُوَعْيِّين مَع النَّفْط هُو مَضِيْق هُرْمُز ، وَبِمَا أَن الْسَّلْطَنَة لَم تَلْق اسْتِجَابَة كَبِيْرَة مِن دُوَل الْخَلِيْج ، وَبِمَا أَنَّهَا تَخَوَّفْت مِن الْخَطَر الْشُّيُوعِي عَلَى الْمَضِيْق ؛ سَارَعْت إِلَى تَوْقِيْع اتِّفَاقِيَّة مَع إِيْرَان عَام 1975م لِتَنّسْيُق جُهُوْدَهُا فِي الْإِشْرَاف عَلَى سَيْر الْمِلَاحَة فِيْه..
نَقُوُل: أَوَّل خِطَاب لِسُلْطَان عَمَّان كَان فِي تَارِيْخ 23/7/1970م وَكَان مِمَّا جَاء فِيْه : ” إِنِّي أَتَتَطْلّع إِلَى الْتَّأْيِيْد الْعَاجِل وَالتَّعَاوُن الْوُدِّي مَع جَيْرَانِنَا ، وَأَن يَكُوْن مَفْعُوْلَه لِزَمَن طَوِيْل ، وَالْتَّشَاوُر فِيْمَا بَيْنَنَا لِمُسْتَقْبَل مِنْطَقَتِنَا ” مِن خِلَال هَذِه الْكَلَام يَكُوْن الْجَوَاب عَن الْسُّؤَال الَّذِي افْتَرَضْنَا أَن قَائِلا قَد قَالَه ؛ فَالتُوَجّه إِذا كَان تَوَجَّهَا تَعاونيّا تُجَاه دُوَل الْخَلِيْج ، لَكِنِّي مَا زِلْت أَسْتَشْكِل هَذَا الْتَوَجُّه الَّذِي وَإِن اسْتَمَر فَإِن بِدَايَتُه كَانَت لِحَاجَة فِي نَفْس يَعْقُوْب؟؟!!
مَا مَعْنَى ذَلِك؟
لَا تَتَعَجَّلُوْا..
فِي تِلْك الِلَّحَظَات مَاذَا كَان يَجْرِي؟ نَعَم؛ عَمَّان تَخُوْض مِعْرَكَتَين شَرِّسَتَيْن : الْأُوْلَى تِلْك الْمَعْرَكَة الَّتِي تَدُوْر رَحَاهَا فِي ظَفَار مَع الْتَدَخُّل الْشُّيُوعِي ، وَالْمَعْرَكَة الْثَّانِيَة هِي تَطْبِيْق الْأَقْوَال ، وَأَعِنِّي بِهَا الْوُعُود الْمَنْشُوْدَة وَالَّتِي تَتَمَثَّل فِي الْتَنْمِيَة وَالْبِنْيَة الْتَحْتِيَّة وَالتَّطْوِيْر ، فَهَذِه بِحَد ذَاتِهَا مَعْرَكَة أَكْبَر مِن سَابِقَتِهَا ،، ثُم إِنَّنَا لَا نَنْس أَن هُنَاك وَفِي تِلْك الْفَتْرَة أَيْضا بَعْض الْتَوَتِّرَات فِي صُوْر وَالْمَنَاطِق الْمُجَاوِرَة لَهَا..فَهَذِه الْأُمُور مِن وِجْهَة نَظَرِي هِي الْمُرْتَكَز الَّذِي جَعَل الْسَّلْطَنَة تَتَّجِه إِلَى الْتَّعَاوُن الْخَلِيْجِي ، لَا سِيَّمَا مَا يَخُص بِأُمُوْر الْحُدُوْد وَالثُّغُور الَّتِي تَكُوْن أَهُم مَا فِي شُؤُوْن الْمَعَارِك وَالالْتَحَامَات..
لَم نُخْطِئ إِذَا قُلْنَا بِأَن الْسَّلْطَنَة كَانَت تَرْغَب بِشَغَف وَقُوَّة أَن يَكُوْن هُنَالِك تَنْسَيْق بَيْن دُوَل الْخَلِيْج ، لِأَن غِيَاب مِثْل هَذَا الْتَّنْسِيق يُؤَدِّي إِلَى تَهْدِيْد الْأَمْن الْعُمَانِي ، بَل وَيُدَعَّم مِن فُرَص إِغْرَاء الْدُّوَل الْكُبْرَى لِتَعُوْد مُجَدَّدَا إِلَى الْخَلِيج ، وَالَّذِي مِن الْمُرَجَّح أَن لَو عَادَت لَن تَكْتَف بِرُقْعَة وَاحِدَة فَقَط! اسْتَمَرَّت الْدَّعَوَات الْعُمَانِيَّة إِلَى تَرْسِيْخ مَبْدَأ الْتَّعَاوُن وَالتَّنْسِيق بَيْن دُوَل الْخَلِيْج ، لَكِن تِلْك الَدَعَوَات لَم تَلْق اسْتِجَابَة فِي بِدَايَة طَالَعْهَا ، وَالْسَّبَب فِي عَدَم اسْتِجَابَة تِلْك الْدُّوَل لِلْنِّدَاءَات الْعُمَانِيَّة هُو الْتَّخَوُّف الَّذِي لَم أَجِد لَه مُبَرِّرَا ، فَلَئِن اتَّحَدْت خَيْر لَك مِن أَن تَكُوْن فِي مَعْزِل!
الْسَّلْطَنَة كَانَت تَتَابَع بِعَيْن وَاحِدَة الْتَّعَمُّق الْشُّيُوعِي فِي جَنُوْبِهَا ، وَالْعَيْن الْأُخْرَى كَانَت تَتَابَع بِهَا ذَلِك الْتَّعَمُّق وَلَكِن بِشَكْلِه الْآَخِر وَالَّذِي يُهَدِّد كَامِل الْجَزِيْرَة الْعَرَبِيَّة وَلَيْس الْسَّلْطَنَة فَحَسْب ، وَإِن أَكْبَر هَاجِس لِلشُيُوَعْيِّين مَع النَّفْط هُو مَضِيْق هُرْمُز ، وَبِمَا أَن الْسَّلْطَنَة لَم تَلْق اسْتِجَابَة كَبِيْرَة مِن دُوَل الْخَلِيْج ، وَبِمَا أَنَّهَا تَخَوَّفْت مِن الْخَطَر الْشُّيُوعِي عَلَى الْمَضِيْق ؛ سَارَعْت إِلَى تَوْقِيْع اتِّفَاقِيَّة مَع إِيْرَان عَام 1975م لِتَنّسْيُق جُهُوْدَهُا فِي الْإِشْرَاف عَلَى سَيْر الْمِلَاحَة فِيْه..
رغم اطلاع المطلعين وقراءة القارئين لأغلب الأطروحات والمقالات التي تتحدث عن قيام مجلس التعاون لدول الخليج ، إلا أنه في نهاية المطاف سيدرك أمرا يكاد أن يجعل منه حقيقة تاريخية ، وهذا الأمر هو عدم تفاعل الدور العماني وإسهامه في هذا المشروع الضخم بين دول الخليج ، وبالتالي سيجد أن التفاعل في قيام هذا المجلس جاء من الدول الأخرى بأكثر واقعية منه من سلطنة عمان ،، هذا ما سيجده المتتبع لما كُتب في هذا الصدد!!
لكن هل هذا صحيح؟؟
لنمعن النظر في ذلك..
لقد أبدت السلطنة عنفوانها ونخوتها وشمرت عن ساعد الجد قبل أية دولة أخرى في البدء بقيام هذا المجلس بين الدول الخليجية ، ولا أدل على ذلك من تلك التوجيهات المختلفة تماما والجديدة في شكلها ، فالسلطنة كانت لها رؤية محكمة متقنة لمعنى التنظيم الإقليمي الخليجي ، وقد تحركت السلطنة لتترجم ما رسمته إلى أرض الواقع ، فبادرت إلى الدعوة إلى تلك الرؤية التي ارتأتها نحو بناء عمل خليجي واحد ومتوحد..
وهنا سينكشف الستار الذي حجب دور السلطنة في ذلك ، فكما ذكرت سابقا بأن المقالات والأدبيات المطروحة بهذا الصدد لم تعطِ السلطنة الاهتمام الوافي والكافي ، ولم تبين دورها الرئيس في إرساء قواعد مجلس الخليج ، ولربما جعلت ذلك الدور الذي كان للسلطنة لربما جعلته لغيرها إما محاباة أو طمعا أو لغيرها من المغالطات والتلفقات..
نعم ؛ هنا انكشف الستار ، فبما أن السلطنة كانت لها تلك الرؤية الجديدة ، وسرعان ما بادرت إلى ترجمتها على أرض الواقع ، فقد لاقت قبولا من بعض الدول الأعضاء كما أنها من الجهة الأخرى لم تلق استحسان بعض الدول الأعضاء الأخرى ، وهذه الدول التي لم تبدِ استحسانها لدعوة السلطنة كانت تخاف من أن تفقد بعض المكاسب الفردية لها في حال ما طبقت الدعوة العمانية ، أو أنها التزمت الحسابات القطرية في مدة معينة..
لكن وبما أن دعوة السلطنة كانت محكمة متقنة ، وكانت نظرتها المستقبلية نظرة ثاقبة وواعية ، وجدنا أن الدول الخليجية وحتى تلك الدول الرافضة منها للدعوة العمانية ، عادت من جديد لتتبنى القرارات العمانية ، وتشرع في بناء المشروعات التي جاءت بها السلطنة لاسيما بعد أن تعرضت بعض الدول الأعضاء إلى نكسات جراء رفضها للدعوة العمانية..
ففي الكويت وبعد احتلالها من قبل العراق ، وفي السعودية وبعد أن لاقت ما يُزعزع أمنها واستقرارها ، أسهمت هذه المعطيات في مراجعة النفس من جديد لتتبنى الدعوة العمانية ، وتعطيها نصيبها من النظر والاعتبار بعد أن كانت في مكان اللاعتبار!
من خلال ما تم نثره في هذا الموضوع يتبن جليا أن الدافع المباشر لقيام هذا المجلس هو دافع سياسي أمني ، إلا أن الدول الأعضاء وعن طريق سياسة المراوغة والتجنب لم تخض في هذا الدافع ( السياسي ) وكأنه لم يكن هو المحرك الرئيس لقيام المجلس ، وأوزعت كل الاهتمام على الجوانب الأخرى كالاقتصاد والاجتماع والثقافة..
وبشيء من الدبلوماسية أزمعت دول الخليج آنذاك على جمع التصريحات في خانة واحدة تصب على أساس أن قيام المجلس ليس سياسيا ، بل هو اجتقصادي ، وعللوا ذلك التوجه بألا يظن ظان أن المجلس عبارة عن تحالف سياسي عسكري موجه ضد الآخرين ،،
وهنا لم يكن للسلطنة سوى أن ترى ما رآه الأعضاء ، حفظا على التعاون وعدم الاختلاف من بادئ الأمر ، على الرغم من أن السلطنة كانت تفضل أن يتم الإعلان عن الحقيقة التي تنص على أن المجلس عبارة عن تحالف شامل ، وأن الأصل فيه أنه تحالف سياسي أمني ، وليس تحالف اقتصادي واجتماعي فحسب ، لأن السلطنة ـ وعلى حسب نظرتها للأمور ـ تعلم أن إخفاء الجانب السياسي في قيام المجلس لا يعطي الدول الأعضاء الأمن والاطمئنان ، إذا أن في الإعلان عن التحالف العسكري إبعاد لشبح الاعتداء على تلك الدول من أي جهة كانت.
هذه هي رغبة السلطنة الحقيقية إعلان التحالف السياسي ، لكن بما أنَّ الدول الأعضاء لم تُرِدْ ذلك انساقت السلطنة مع الركب حفظا لوحدة الوليد الجديد ( المجلس ) ، وهذا بدوره يُحسب للسلطنة ، فلو أنها أبدت خلافها لتغلقت الأمور من بداية الأمر ، فما بني أساسه على الخلاف فلا ينتهي بناؤه على اتفاق..هذه هي نظرة السلطنة في هذا الموطن بالتحديد..
لكن هل هذا صحيح؟؟
لنمعن النظر في ذلك..
لقد أبدت السلطنة عنفوانها ونخوتها وشمرت عن ساعد الجد قبل أية دولة أخرى في البدء بقيام هذا المجلس بين الدول الخليجية ، ولا أدل على ذلك من تلك التوجيهات المختلفة تماما والجديدة في شكلها ، فالسلطنة كانت لها رؤية محكمة متقنة لمعنى التنظيم الإقليمي الخليجي ، وقد تحركت السلطنة لتترجم ما رسمته إلى أرض الواقع ، فبادرت إلى الدعوة إلى تلك الرؤية التي ارتأتها نحو بناء عمل خليجي واحد ومتوحد..
وهنا سينكشف الستار الذي حجب دور السلطنة في ذلك ، فكما ذكرت سابقا بأن المقالات والأدبيات المطروحة بهذا الصدد لم تعطِ السلطنة الاهتمام الوافي والكافي ، ولم تبين دورها الرئيس في إرساء قواعد مجلس الخليج ، ولربما جعلت ذلك الدور الذي كان للسلطنة لربما جعلته لغيرها إما محاباة أو طمعا أو لغيرها من المغالطات والتلفقات..
نعم ؛ هنا انكشف الستار ، فبما أن السلطنة كانت لها تلك الرؤية الجديدة ، وسرعان ما بادرت إلى ترجمتها على أرض الواقع ، فقد لاقت قبولا من بعض الدول الأعضاء كما أنها من الجهة الأخرى لم تلق استحسان بعض الدول الأعضاء الأخرى ، وهذه الدول التي لم تبدِ استحسانها لدعوة السلطنة كانت تخاف من أن تفقد بعض المكاسب الفردية لها في حال ما طبقت الدعوة العمانية ، أو أنها التزمت الحسابات القطرية في مدة معينة..
لكن وبما أن دعوة السلطنة كانت محكمة متقنة ، وكانت نظرتها المستقبلية نظرة ثاقبة وواعية ، وجدنا أن الدول الخليجية وحتى تلك الدول الرافضة منها للدعوة العمانية ، عادت من جديد لتتبنى القرارات العمانية ، وتشرع في بناء المشروعات التي جاءت بها السلطنة لاسيما بعد أن تعرضت بعض الدول الأعضاء إلى نكسات جراء رفضها للدعوة العمانية..
ففي الكويت وبعد احتلالها من قبل العراق ، وفي السعودية وبعد أن لاقت ما يُزعزع أمنها واستقرارها ، أسهمت هذه المعطيات في مراجعة النفس من جديد لتتبنى الدعوة العمانية ، وتعطيها نصيبها من النظر والاعتبار بعد أن كانت في مكان اللاعتبار!
من خلال ما تم نثره في هذا الموضوع يتبن جليا أن الدافع المباشر لقيام هذا المجلس هو دافع سياسي أمني ، إلا أن الدول الأعضاء وعن طريق سياسة المراوغة والتجنب لم تخض في هذا الدافع ( السياسي ) وكأنه لم يكن هو المحرك الرئيس لقيام المجلس ، وأوزعت كل الاهتمام على الجوانب الأخرى كالاقتصاد والاجتماع والثقافة..
وبشيء من الدبلوماسية أزمعت دول الخليج آنذاك على جمع التصريحات في خانة واحدة تصب على أساس أن قيام المجلس ليس سياسيا ، بل هو اجتقصادي ، وعللوا ذلك التوجه بألا يظن ظان أن المجلس عبارة عن تحالف سياسي عسكري موجه ضد الآخرين ،،
وهنا لم يكن للسلطنة سوى أن ترى ما رآه الأعضاء ، حفظا على التعاون وعدم الاختلاف من بادئ الأمر ، على الرغم من أن السلطنة كانت تفضل أن يتم الإعلان عن الحقيقة التي تنص على أن المجلس عبارة عن تحالف شامل ، وأن الأصل فيه أنه تحالف سياسي أمني ، وليس تحالف اقتصادي واجتماعي فحسب ، لأن السلطنة ـ وعلى حسب نظرتها للأمور ـ تعلم أن إخفاء الجانب السياسي في قيام المجلس لا يعطي الدول الأعضاء الأمن والاطمئنان ، إذا أن في الإعلان عن التحالف العسكري إبعاد لشبح الاعتداء على تلك الدول من أي جهة كانت.
هذه هي رغبة السلطنة الحقيقية إعلان التحالف السياسي ، لكن بما أنَّ الدول الأعضاء لم تُرِدْ ذلك انساقت السلطنة مع الركب حفظا لوحدة الوليد الجديد ( المجلس ) ، وهذا بدوره يُحسب للسلطنة ، فلو أنها أبدت خلافها لتغلقت الأمور من بداية الأمر ، فما بني أساسه على الخلاف فلا ينتهي بناؤه على اتفاق..هذه هي نظرة السلطنة في هذا الموطن بالتحديد..
© موقع كنز العلوم. جميع الحقوق محفوظة.