جغرافيا

نشأة الارض

الأرض هي أحد الكواكب السيارة الثمانية التي تدور حول الشمس، وهي الكوكب الوحيد المعمور في هذا الكون الشاسع، وتحتوي الكثير من الكنوز المعدنية، والثروات الطبيعية وترتسم على سطحها أروع المناظر الطبيعية. ولكن قبل أن ندخل في تفاصيل درسنا هل فكرت يوما في ماهية الأرض؟ وما هو أصلها ؟ وكيف نشأت وتطورت إلى أن اتخذت الشكل الذي عليه اليوم؟ ولماذا تتوزع قاراتها ومحيطاتها بهذه الطريقة ؟ وهل وصلت الأرض إلى مرحلة الاستقرار ؟ أم أنها لم تصل بعد؟

كل هذه الأسئلة وغيرها سنعرف إجابتها

 ماهية الأرض:

كانت لدى بعض علماء الحضارات القديمة اعتقادات مختلفة عن الأرض فمثلاً اعتقد علماء الحضارة اليونانية أن الأرض محمولة على قرن ثور، بينما اعتقد بعض علماء الحضارة الهندية – منذ حوالي 1500 سنة-أن الأرض محمولة فوق أربعة فيلة واقفة على ظهر سلحفاة عملاقة.
ان خرافات كهذه عن الأرض هي جزء من التقاليد والمعتقدات السائدة في الحضارات القديمة، ومع تقدم العلم والتكنولوجيا تغيرت مفاهيمنا عن الأرض وكيفية نشأتها. وتساعدنا الأبحاث والدراسات الجارية المستمرة أكثر فأكثر لفهم طبيعة هذا الكوكب وكل ما يحتويه، فعرفنا أن الأرض كروية الشكل مفلطحة (منبسطة) عند القطبين، وأنها تدور حول الشمس مع بقية كواكب المجموعة
الشمسية، وأن الماء هو المكون الأكبر لها، واليابس هو المكون الأقل، وأنه كلما تعمقنا في باطن الأرض زادت درجة حرارتها، وكلما ارتفعنا عن سطح البحر قلت درجة الحرارة في طبقة التروبوسفير، ولكن هل فكرنا في نشأة الأرض ؟ ولماذا هذه المكونات ؟ ولماذا هذا الوضع الحراري للأرض ؟ لنتعرف على ذلكا

نشاة ألأرض:

لقد ظهرت عدة نظريات تفسر نشأة الأرض، ولكن معظمها واجه معارضات أثبتت عدم صحتها، ومن هذه النظريات: نظرية  النيازك، والنظرية السديمية (الغازية)، ونظرية الكويكبات. وخلال عقد الأربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين ظهرت نظرية الانفجار العظيم، وكانت الأكثر قبولاً لتفسير نشأة الأرض. وتنص على أن كلاً من المادة والطاقة كانت مضغوطة في شكل نواة (نيوترونات وبروتونات والكترونات) ، ثم انفجرت نتيجة شدة الضغط، واندفعت في الفضاء الخارجي، فبردت وانكمشت
فكونت الكواكب، وأن النجوم تكونت عندما تكاثفت هذه المواد في الفضاء، وشكلت سحابات من الغبار والغاز التي تجمعت بفعل شدة الجاذبية، مما أدى إلى تحول هذه المكونات الى مواد صلبة ارتفعت حرارتها عن طريق التفاعل، وأصبحت متوهجة وتقذف بالطاقة، وبهذه الطريقة تحولت الى نجوم مثل الشمس . لاقت هذه النظرية دعما عندما استطاع العلماء عام 1965م أن يثبتوا بطريقة علمية أن:
– صدى الانفجار ما يزال واقعا ويمكن سماعه رغم أن عملية الانفجار تفت منذ فترة تتراوح بين (10 – 20) بليون سنة.
– تمدد الكون ما يزال مستمراً حتى الآن.
بعد الدراسات التي قام بها العلماء حول شكل القارات والمحيطات ظهرت مجموعة من النظريات التي تفسر توزيع القارات والمحيطات، ومن أهم هذه النظريات :

أ) نظرية زحزحة القارات:

قدم العالم الألماني ” ألفرد فيجنر” عام ۱۹۱۲م نظرية زحزحة القارات التي تفسر نشأة وتطور القارات والمحيطات، وهي أيضًا تفسر مواقع الجبال والبراكين. حيث قسم مراحل تكون القارات  والمحيطات الى ثلاث مراحل هي:
المرحلة الاولى (قبل 360 مليون سنة) :
كانت القارات كتلة أرضية واحدة سميت (بنجايا) تحاط بمحيط يسمى (بنثلاسا).
المرحلة الثانية (قبل 200 مليون سنة ):
بدأت بنجايا بالانقسام حيث انقسمت الى كتلتين قاريتين لوراسيا في الشمال وجندوانا في الجنوب، وكان بحر تيثس يفصل بينهما، ويحيط بهما محيط بنثلاسا.
المرحلة الثالثة (قبل 60 مليون سنة ) :
في هذه المرحلة تكسرت جندوانا لتظهر قارات أفريقيا وأمريكا الجنوبية وشبه القارة الهندية (التي لم تكن ضمن قارة آسيا)، وتكسرت “لوراسيا” لتظهر كتلة أوراسيا وأوروبا وآسيا وقارة أمريكا الشمالية.
أن ذلك التكسر والتباعد للصفائح استغرق ملايين السنين ليحدث ، وظلت تتباعد حتى صارت في مواقعها الحالية … ومازالت تتزحزح.
الأدلة على صحة نظرية زحزحة القارات:
قدم “الفرد فيجنر” مجموعة من الأدلة على صحة هذه النظرية وهي:
.1) العثور على حفريات أوضحت وجود نباتات مدارية “حارة ” في جزيرة جرينلند ” القطبية “.
2) وجود دراسات أثبتت جريان أنهار جليدية في أفريقيا والبرازيل
وبحلول الخمسينات تجمعت ادلة جديدة تساند نظرية ” فيجنر ” منها:
1) وجود تشابه حفري بين جبال الأبلاش الأمريكية وبين جبال ايرلنده و اسكندنافيا الأوروبية.
2) وجود حفريات لها نفس العمر ونفس النوع في كل من أفريقيا و أمريكا الجنوبية
ورغم كل هذه الأدلة على منطقية نظرية زحزحة القارات الا أن العلماء لم يتمكنوا من الوقوف على مصدر الطاقة المحركة لها الا في الستينيات من القرن العشرين عندما ظهرت نظرية حركة الصفائح الارضية

ب- نظرية حركة الصفائح الارضية (التكتونية):

ظهرت نظرية حركة الصفائح الأرضية في عام 1968م حيث قسمت القشرة الأرضية الى 16 صفيحة تكتونية، تتكون كل صفيحة من قشرة الأرض، والجزء العلوي من الوشاح، وأن هذه الصفائح تتحرك ببطء على طبقة من الصخر المنصهر في الوشاح ” الليثوسفير”، وعندما تتحرك الصفائح فوق هذا الغلاف بانها تحمل معها القارات واراضي (قيعان) المحيطات . وتتحرك الصفائح الأرضية بثلاث حركات:
1) تتحرك كل صفيحة بالاتجاه المعاكس للصفيحة الأخرى (تباعد الصفائح)، فتنتج الزلازل والبراكين
بسبب القوة الناتجة عن الشدة
2) تتحرك كل صفيحة باتجاه الأخرى (تقارب الصفائح) فمثلاً: تكونت جبال الهملايا نتيجة اصطدام الصفيحة الهندية يصفيحة أوراسيا بسبب القوة الناتجة عن ضغط الصفائح .
3) تتحرك كل صفيحة بجانب الأخرى (تجاوز الصفائح)، وهذا ما حدث عندما تحركت صفيحة أوراسيا بجانب صفيحة أفريقيا، فتصدعت شبه الجزيرة العربية وانفصلت عن أفريقيا مكونة الأخدود الأفريقي العظيم .

طبقات الارض

يمكن تقسيم جسم الأرض من السطح الى المركز الى أربع طبقات،
النواة الخارجية
النواة الداخلية
الوشاح
القشرة الأرضية

© موقع كنز العلوم.  جميع الحقوق محفوظة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى