تقرير عن الامام جابر بن زيد لمادة الدراسات الاجتماعية للصف العاشر الفصل الدراسي الثاني المنهج العماني

تقرير عن الامام جابر بن زيد لمادة الدراسات الاجتماعية للصف العاشر الفصل الدراسي الثاني المنهج العماني
الإمام جابر بن زيد: رائد العلم والسياسة في التاريخ الإسلامي
النشأة والتعليم
ولد الإمام جابر بن زيد الأزدي، المعروف بأبي الشعثاء، في منطقة الجوف بولاية نزوى – عاصمة عمان الداخلية – في عهد الخليفة عمر بن الخطاب سنة 21 هـ. نشأ في بيئة علمية وتربوية متميزة، ثم انتقل إلى المدينة المنورة حيث تلقى العلم على يد كبار الصحابة مثل عبد الله بن عباس، وعائشة بنت أبي بكر، وأبو هريرة، وغيرهم، واستفاد من علمهم وفقههم.
علمه وفقهه
تميّز الإمام جابر بن زيد بسعة علمه وعمق فقهه، وكان من أوائل من جمعوا الحديث النبوي الشريف في ديوان خاص، وله دور كبير في تبويب الفقه الإسلامي، مما جعله يُعد أحد مؤسسي المدرسة الفقهية الإباضية. وكان دقيقًا في النقل، صادقًا في الرواية، مجتهدًا في الفتوى.
دوره السياسي والاجتماعي
لم يكن الإمام جابر بن زيد عالمًا فحسب، بل كان أيضًا شخصية سياسية بارزة في عصره، حيث كان له تأثير كبير في التوجيه والإصلاح المجتمعي، وكان يدعو إلى العدالة الاجتماعية والتسامح والتوازن بين الدين والدنيا. وقد نال احترام الناس وعلماء عصره بسبب حنكته وورعه وزهده في الدنيا.
صفاته الشخصية
اتصف الإمام جابر بن زيد بالزهد، والتواضع، وحسن الخلق، وكان كثير الحج والسفر في سبيل نشر العلم والدعوة، حيث قيل إنه حج أكثر من 24 مرة. كما كان يحسن إلى من يسيء إليه، ويُعرف بعفته ونقائه، وكان يفتخر بأنه لا يملك دينارًا ولا عليه دين، دلالة على زهده الكامل.
إرثه العلمي والثقافي
خلّف الإمام جابر بن زيد إرثًا علميًا مهمًا تمثل في ديوانه الشامل لمختلف علوم الشريعة، وقد حفظ تلاميذه هذا الديوان، وخاصة الإمام أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة الذي خلفه في قيادة الإباضية. ولكن معظم النسخ الأصلية لفقدت مع مرور الزمن، خاصة بسبب الحروب مثل اجتياح المغول للعراق.
شيوخه وتلاميذه
تتلمذ الإمام جابر على يد كبار الصحابة، كما تتلمذ عليه علماء أجلاء مثل: ضمام بن السائب، وقتادة، وأيوب السختياني، وعمرو بن دينار، وأبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة، وغيرهم من الفقهاء الذين واصلوا نقل علمه إلى الأجيال التالية.
وفاته
توفي الإمام جابر بن زيد سنة 93 هـ في مدينة البصرة، وصلى عليه قطن بن مدرك الكلابي. وبعد وفاته، استلم قيادة المدرسة الإباضية تلميذه الإمام أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة، الذي واصل رسالته في العلم والتوجيه.