ملخص وحل وشرح درس تجربة الشعر الحر بين العصرية والتراث لمادة اللغة العربية للصف الحادي عشر الفصل الدراسي الثاني

ملخص وحل وشرح درس تجربة الشعر الحر بين العصرية والتراث لمادة اللغة العربية للصف الحادي عشر الفصل الدراسي الثاني لمنهج سلطنة عمان
تجربة الشعر الحُرّ بين العصريّة والتراث
تمهيد :
كانت بداية حركة الشعر الحر سنة ١٩٤٧م، في العراق، ومنها امتدت حتى غمرت الوطن العربي كله. وكانت أول
قصيدة حرة الوزن تنشر هي قصيدة (الكوليرا) ٥٦ لنازك الملائكة ثم قصيدة (هل كان حبًا) لبدر شاكر السياب:
١ – (الكوليرا): لنازك الملائكة.
طلع الفجر
اصغ إلى وقع خطى الماشين
في صمت الفجر وأصغ، انظر ركب الباكين
عشرة أموات، عشروناً
لا تحص، أصخ للباكينا .
٢- (هل كان حباً) لبدر شاكر السياب:
هل يكون الحب أني
بت عبداً للتمني
أم هو الحب اطراح الأمنيات
وما كادت هذه القصائد تظهر حتى قامت ضجة شديدة في الصحف، وأثيرت مناقشات حادة حولها في الأوساط
الأدبية باعتبار أنها تخلت عن نظام الشطرين كما تخلت عن الأوزان المعروفة في الشعر العربي القديم وعن القافية الموحدة .
لكن كانت حركة الشعر الحر تمضي إلى الأمام فتوالت الدواويين: (شظايا ورماد) لنازك الملائكة ١٩٤٩م، (ملائكة
وشياطين) لعبد الوهاب البياتي ١٩٥٠م (أساطير) للسياب ١٩٥٠م، وراحت الدعوة إلى الشعر الحر تتخذ مظهراً أقوى، وبدأ
الكثير من الشعراء يهجرون أسلوب الشطرين ليستعملوا الأسلوب الجديد.
لكن ظلت علاقة هذه الحركة بالتراث الأدبي القديم المنفذ الذي يتسلل منه المعارضون لهذه الدعوة الجديدة في كتابة الشعر.
أولا : الشعر والعصرية :
هل يمكن أن يكون الشاعر إلا عصرياً؟ أي هل يملك إلا أن يكون معبراً عن عصره من وجه أو آخر؟ وبعبارة أخرى
أيمكن أن يعيش شاعر في عصر يعبر في الوقت نفسه عن عصر آخر؟ ..
وفي هذا الإطار لا بد من تحديد الخطوط العامة المميزة لهذا الشعر المعاصر، وهي أساساً:
١- رفض القوانين المعنوية أو البلاغية أو الموسيقية المفروضة على الشاعر، فالشاعر المعاصر لا يستجيب لقوانين
العروض أو الأغراض الشعرية القديمة، بل ينتج قوانينه المنسجمة مع روح العصر.
٢- الشاعر المعاصر يرتبط بأحداث عصره وينفعل بها ويسهم في معالجتها.
٣- الشعر المعاصر انعكاس لثقافة العصر بكل تعقيداتها لذلك عليه أن يحيط بهذه الثقافة ليكون شعره رافداً من
روافدها .
٤- كل شعر هو تعبير عن خبرة شعورية، لكن هذه المشاعر لا يجب أن تقف عند حدود الذاتية، بل إن الشاعر المعاصر
يشارك مجتمعه مشاعره ويتبناها.
٥- الشاعر المعاصر تترابط في نفسه أحداث عصره، سواء في بيئته المحلية المحدودة أو في البيئة العالمية، فنحن لا
نعيش قضايانا وحدها؛ لأن قضايانا لم تعد منفصلة في الزمان أو المكان عن قضايا كل إنسان.
٦- مضامين الحياة الجديدة لا يمكن تناولها بأشكال فنية قديمة، فإيقاع الحياة المعاصرة لا يمكن أن نعبر عنه بأوزان
الخليل المرتبطة بحياة الأسلاف.
٧- الشعر العربي المعاصر يرتبط بالإطار الحضاري العام لعصرنا في مستوياته الثقافية والاجتماعية والسياسية
المختلفة، ولا يرتبط بالعصور الخالية.
هذه الخطوط العامة المميزة للشعر العربي المعاصر لم ينفصل فيها الشاعر عن واقعه من ناحية، وعن ماضيه وتراثه
من ناحية أخرى، ولا عن دواعي الحداثة والمعاصره من ناحية ثالثة.
ثانياً : الشعر العربي المعاصر والتراث:
من الأخطاء الشائعة في الوعي الشعري اليوم، أن تجربة الشعر الجديد والمعاصر إنما ظهرت لكي تعبر عن موقف
عدائي مباشر أو غير مباشر للتراث الأدبي العربي بعامة وللشعر القديم بخاصة. ومن ثم نشأت خصومة أدبية بين (القديم
والجديد) ما زالت أصداؤها قائمة إلى اليوم، رغم أن الاختلاف لا يعني المعاداة بينهما، فإذا كانت التجربة الشعرية الجديدة
تختلف، شكلا ومضموناً، عن تجربة الشعر القديم، فلا يعني ذلك التناقض والعداء بينهما بل هو تطور طبيعي للشعر العربي.
من هذا المنظور يمكن أن نحدد ثلاث مراحل لتطور العلاقة بالتراث في العصر الحديث وهي:
١- مرحلة إحياء التراث الشعري القديم وبعثه من جديد وقد تزعم هذا الاتجاه محمود سامي البارودي وتواصل مع
شوقي وحافظ إبراهيم وغيرهما من الشعراء التقليديين، الذين نسجوا على منوال القصيدة القديمة في موضوعاتها
وفي شكلها وصورها .
٢- مرحلة إعادة النظر في التراث الشعري والرغبة في الانفصال عنه، وهو اتجاه ظهر مع مدارس مختلفة مثل جماعة
(الديوان) أو (أبولو) أو (الرابطة القلمية) لكنه اتجاه ظل رغم كل محاولاته مرتبطاً بالشعر القديم يتحرك في
إطاره، ويكتب القصيدة العمودية إلا فى حالات نادرة وقليلة .
٣- مرحلة الشعر الجديد، وهي مرحلة تخلى فيها الشاعر المعاصر عن النسج على منوال القصيدة القديمة من حيث
البنية والوزن والصورة والموضوعات.
فظهرت لأول مرة، في تاريخ الشعر العربي قصيدة مختلفة كلياً عن الشعر القديم، تقوم على السطر الشعري بدل
البيت، وعلى التنوع الموسيقي بدل الوزن الواحد والقافية الموحدة، وعلى التغلغل في تفاصيل الحياة بدل الغرض
المرتبط بمناسبة محددة (رثاء، مدح، هجاء .. ) وهذا الموقف من التراث الشعري يمكن فهمه في ضوء الاعتبارات التالية:
١- الاعتبار الأول يتصل بالدعوة إلى ضرورة تقدير التراث، وعدم تحميله أعباء قضايا العصر الحديث .
٢- الاعتبار الثاني يتصل بإعادة النظر إلى التراث الشعري في ضوء المعارف العصرية لإبراز ما فيه من قيم خالدة
روحية وإنسانية .
٣- الاعتبار الثالث يتصل بطريقة توطيد الرابطة بين الحاضر والتراث، لا عن طريق العودة إليه وإحيائه بل عن طريق
استلهام مواقفه الروحية والإنسانية .
خلاصة :
ليس في خروج شعراء من أمثال بدر شاكر السياب ونازك الملائكة وعبد الوهاب البياتي ومحمود درويش وغيرهم ، عن
الإطار الشكلي للشعر القديم، تحطيماً للتراث، بل كانوا يحطمون شكلا كان قد تجمد ومن شأنه أن يتطور ويتجدد، فليس الشكل
هو روح التراث، بل قيمه الروحية والإنسانية الكامنة فيه هي ما يُؤمّن بقاءه حياً وفاعلاً عبر الأزمان.
عن د.عز الدين اسماعيل
الشعر العربي المعاصر: قضاياه
وظواهره الفنية والمعنوية
دار الثقافة ، بيروت – لبنان ١٩٦٦ ص.ص ٩-٢٩
أسئلة النقاش :
١- اذكر أهم العناصر المميزة لتجربة الشعر العربي المعاصر .
٢- ما وجوه العلاقة التي تربط الشاعر العربي المعاصر بالعصر الذي يعيش في إطاره؟
٣- لماذا يُنظر إلى علاقة الشاعر العربي المعاصر بالتراث على أنها علاقة عداء للشعر العربي القديم؟
٤- حدد المراحل التي مرت بها علاقة الشعر العربي الحديث بالتراث الشعري القديم .
٥- ما الاعتبارات التي يمكن – في ضوئها – فهم علاقة الشاعر العربي المعاصر بالتراث؟
إليك ملخصًا مبسطًا مع شرح وافٍ وحلولاً نموذجية لدرس “حركة الشعر الحر وعلاقة الشعر العربي المعاصر بالتراث” من منهج اللغة العربية – الصف الحادي عشر – الفصل الدراسي الثاني – سلطنة عمان.
✅ أولاً: ملخص الدرس وشرحه
🔵 1. نشأة حركة الشعر الحر:
- بدأت سنة 1947م في العراق، وكانت بداية لثورة شعرية.
- أول قصيدة حرة الوزن: “الكوليرا” لنازك الملائكة.
- ثم جاءت قصيدة “هل كان حباً” لبدر شاكر السياب.
السمات: تحررت من نظام الشطرين والوزن والقافية الموحدة، مما أثار جدلاً واسعًا.
🔵 2. تطور الشعر الحر:
- توالت الدواوين:
- شظايا ورماد (لنازك – 1949)
- ملائكة وشياطين (البياتي – 1950)
- أساطير (السياب – 1950)
- أصبح للشعر الحر قاعدة قوية في الأوساط الأدبية.
🔵 3. الشعر والعصرية:
هل يمكن أن يكون الشاعر غير معاصر؟ الشاعر المعاصر يجب أن:
- يرفض القيود التقليدية في الشكل والمضمون.
- يتفاعل مع قضايا عصره (الوطن، الإنسان، العالم…).
- يعكس ثقافة عصره بما فيها من تعقيد.
- ينطلق من الذات لكنه يعبّر عن المجتمع أيضًا.
- يترابط مع قضايا العالم، لا يعيش في عزلة.
- يعبّر عن الحياة الحديثة بأشكال فنية جديدة.
- يتكامل مع الواقع الحضاري للعصر، لا مع الماضي فقط.
🔵 4. الشعر المعاصر والتراث:
يُعتقد خطأً أن الشعر الحديث يُعادي التراث، لكن الحقيقة:
- هو تطور طبيعي لا عداء.
- فيه استلهام للتراث وليس تقليده.
مراحل العلاقة مع التراث:
المرحلة | الموقف | أبرز الأعلام |
---|---|---|
1. الإحياء | العودة إلى تقاليد الشعر القديم | البارودي – شوقي – حافظ |
2. المراجعة | مراجعة التراث دون كسره | جماعة الديوان، أبولو، الرابطة القلمية |
3. الشعر الحر | الانفصال الشكلي والتجديد الكامل | السياب، نازك، البياتي، درويش |
🔵 5. الاعتبارات التي تفسر علاقة الشعر الحديث بالتراث:
- عدم تحميل التراث أعباء العصر الحديث.
- إعادة قراءة التراث بمعارف العصر لإبراز ما فيه من قيم.
- استلهام القيم الإنسانية والروحية للتراث لا تقليد صوره وأشكاله.
✅ ثانيًا: حل أسئلة النقاش
1) اذكر أهم العناصر المميزة لتجربة الشعر العربي المعاصر:
- التحرر من القواعد القديمة.
- التعبير عن قضايا العصر.
- التفاعل مع الثقافة الحديثة.
- الجمع بين الذاتية والجماعية في المشاعر.
- الانفتاح على قضايا الإنسان عالميًا.
- التنوع في الشكل والمضمون.
2) ما وجوه العلاقة التي تربط الشاعر العربي المعاصر بالعصر الذي يعيش في إطاره؟
- يعكس مشكلات مجتمعه وهموم الناس.
- يتفاعل مع القضايا السياسية والاجتماعية.
- يتبنى قضايا الإنسان العربي والإنسانية عامة.
- يستعمل وسائل تعبير جديدة تتناسب مع التغيرات الحضارية.
3) لماذا يُنظر إلى علاقة الشاعر العربي المعاصر بالتراث على أنها علاقة عداء للشعر العربي القديم؟
- لأن الشكل الجديد الذي اختاره الشاعر الحديث يختلف تمامًا عن القصيدة التقليدية، ما ظنه البعض عداء، لكنه تطور فني طبيعي لا معاداة.
4) حدد المراحل التي مرت بها علاقة الشعر العربي الحديث بالتراث الشعري القديم:
- مرحلة الإحياء: تقليد التراث وإعادة إحيائه.
- مرحلة المراجعة: مراجعة التراث وتقديم رؤية مختلفة دون كسر الشكل تمامًا.
- مرحلة الشعر الحر: الانفصال عن الشكل القديم والبحث عن أشكال جديدة تتماشى مع الحياة الحديثة.
5) ما الاعتبارات التي يمكن – في ضوئها – فهم علاقة الشاعر العربي المعاصر بالتراث؟
- أولًا: ضرورة عدم تحميل التراث ما لا يحتمل من قضايا العصر.
- ثانيًا: إعادة قراءة التراث بروح العصر لإبراز قيمه الدائمة.
- ثالثًا: استلهام القيم الإنسانية والروحية من التراث لا نسخ الشكل فقط.
✨ خلاصة شاملة:
الشعر المعاصر هو استمرار للشعر العربي لكن بروح جديدة:
- هدفه ليس كسر التراث، بل تجديده من الداخل.
- الأشكال تغيرت، لكن القيم الإنسانية بقيت.
- الشعر الحر هو تعبير عن الإنسان الحديث، بلغته وهمومه وتحدياته.
شاهد ايضا
شرح وحل وملخص درس الديوان للعقاد والمازني لمادة اللغة العربية للصف الحادي عشر الفصل الدراسي الثاني