من نصيحة الشيخ الخراسيني لاحد ائمة عمان للصف التاسع الفصل الدراسي الاول
هذا درس اقرا واستمتع بعنوان من نصيحة الشيخ الخراسيني لاحد ائمة عمان للصف التاسع الفصل الدراسي الاول
هذا النص جزء من نصيحة طويلة وجهها الشيخ أحمد بن سعيد الخراسيني إلى أحد الإمامين ناصر بن مرشد أو سلطان بن سيف اليعربيين. وهي عبارة عن مجموعة من التوجيهات والوصايا ، مشفوعة بما للشيخ السالمي .
يدعو إلى التمسك بها ، ومدعومة أحيانًا بالأدلة من الكتاب والسنة. والنصيحة كاملة موجودة في كتاب “تحفة الأعيان”
“أما بعد إمام المسلمين، فإنك لن تملك سادات الرجال وأهل الشرف إلا بلين الجانب ولطف المقال وحسن الصحبة وجميل الفعال لقوله تعالى : {خُذ ِالْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} الأعراف: 199. فالله الله أيها الإمام في إخوانك الذين بذلوا في نصحك مجهودهم، وشرعوا لك فيه مورودهم في منطق لا يعاب، ونصيحة صدرت لك من أتقياء أنقياء ألباب، مؤمنين غير متهمين في فعل ولا مقال، فهم لك عيون ناظرة، وآذان سامعة، وأفئدة ذكية طاهرة، خلصت عندك من حب الدنيا يعرفهم العارف والجاهل، ذوو ورع في دينهم، إذا رأيتهم خلتهم وحسبتهم بهائم راتعة، وإذا اختبرتهم وجدتهم ملوكًا أشداء في دينهم، لا يخافون في الله لومة لائم، خلصت وطهرت قلوبهم من الدنيا الدنية، لا يطلبون بنصحهم إياك من أجر إن أجرهم إلا على رب العالمين، فتدبر أيها الإمام ما كتبته إليك. إن الناصح إذا جاء ناصحًا لله تعالى راغبًا فيما عنده، زاهدًا فيما لديك، لا يطلب في نصحه لك أجرا، ولا يريد به فخرا وذكرًا ورفعة، فاعلم يقينا أنه من نُصحائك في الله، وأحبائك الذين يؤثرون على أنفسهم، ويحبون بقاء عز الدولة بإنفاذ كلمة الحق لله وفي الله في رجاء ثواب الله، وفي استبقاء ما عنده فهو خير وأبقى، والملك لله يهبه من يشاء من عباده والأرض لله يهبها لمن يشاء من عباده، والعاقبة للمتقين. فإذا وردت لك هدية رحمك الله من نصائح أحد إخوانك فاعرضها على عقلك فإنه حكم عدل، فإن قبل ذلك من الناصح مع موافقة آثار المسلمين، الله. ، على لسان أخيك وممن جاء به، واقبل الحكمة ممن جاءك بها من الناس، فإن الحكمة ضالة المؤمن يأخذها حيث وجدها من حبيب أو بغيض، من عالم أو ضعيف، فإنك أصبحت في أمر عظيم على خطر عظيم. فالله الله إمام المسلمين لا تغفل من أهل البلد وجوهها وأهل الشرف منها ، وأظهر إليهم الجميل من مقالك كأنك مقصر في حالهم، وإن كنت محسنا، تأسيا برسول الله ﷺ قيل : إنه فقد رجلاً فسأل عنه، ، ثم قال اذهبوا بنا إليه لعله ،واجد علينا، ولا عتاب عليه لأحد من الناس؛ لأنه كان برا رحيما، ولكن ذلك من تمام أخلاقه في قومه ورعيته ، فلين الجانب في الناس يجلب لك المودة، وهو خير من النفقة في بعض الأحايين رحمك الله، والكلمة الشديدة تنفر منها قلوب ذوي الألباب، فإن الناس أجناس متباينة ، فأنزل كلاً منهم منزلته، فإن الناس لهم منازل يتفاضلون بها، فمنهم إخوانك وهم نظراؤك وأمثالك، فأحب لهم ما تحب لنفسك، واكره لهم ما تكره لنفسك، فإنهم يحبون منك مثل ما تحبه منهم، فإنك تحتاج إليهم أكثر مما يحتاجون إليك، فألن لهم الجانب، وكن لهم روحًا وريحانًا، يكونوا لك إخوانا وأعوانًا، وملجأ وردءًا وأنصارًا، وما أنت كبير إلا بإخوانك وأهل الشرف من بلدانك.
واقبل من إخوانك كلاً منهم على قدر ضعفه وقوته وعظم همته وتراخيها، فإن أحوال الناس مختلفة، واقبل معذرتهم، وأقل عثرتهم، واغفر زلّتهم، فإنك لا تجد الناجي من العيوب، المبرأ من الذنوب، فإن طلبت صحبة من لا عيب فيه، فاتك الدهر من غير صاحب، وأنت أحوج الناس إلى الأصحاب، ولكن لكل هؤلاء مرتبة ومنزلة ، فأنزل كل واحد منزلته إلا السفلة الشرير فأعطه الشدة صراحًا، وإن استغنيت عن أحد فلا تبعده كل الإبعاد، وتفقد حاله واسأل عنه، فإنك لا بد أن تحتاج له يوما ما يكون لك حبيباً غائبًا حاضرًا، أخا شفيقًا لا يرضى فيك المعائب وإن كان عنك غائبًا وحاشاك من ذلك، وإن اعتذر إليك أخوك إن طلبته في أمر ترى أنه من أهله فاعتذر إليك فاقبل معذرته، ولا تبعده فإنه أعلم بنفسه منك، والله أعلم به منك ومن نفسه ” .
شاهد ايضا
نص الاستماع لدرس عمان جوهرة الجزيرة العربية لمادة اللغة العربية للصف التاسع الفصل الدراسي الاول
الموضوع: من نصيحة الشيخ الخراسيني لاحد ائمة عمان للصف التاسع الفصل الدراسي الاول