الفنون التشكيلية

من الواقعية الى التأثيرية

من الواقعية الى التأثيرية

مدخل إلى تاريخ الفن الحديث:

كانت الثورة الفرنسية التي اندلعت سنة 1789م ذات أثر واضح في تطوير الحياة الاجتماعية والسياسية ليس في فرتسا وحدها، ولكن في أورويا بأكملها، ثم انتقل هذا الأثر إلى سائر أنحاء لعالم، ويمكن القول إن هذه الثورة هي البداية الفعلية لمدارس الفن الحديث.

تزعم الفنان جاك لویس دافيد Jacques-Louis David المدرسة الكلاسيكية الجديدة في ظل الثورة الفرنسية، واهتم بإظهار دقة عالية في تصويرالمواضيع، حيث اعتمدت لوحاته على الخطوط الحادة والألوان القاتمة في الخلفية؛ ما ساعده على تسليط الضوء على الأشكال وإبرازها في التكوين.

ولكن تمرد الفنان ثيودور جيریکو Theodore Gericault على الأسلوب الكلاسيكي في الرسم وعرضه للوحات فنية خلت من قواعد الفن الكلاسيكي، تعتبربداية ظهور المدرسة الرومانسية ، حيث قامت على تصوير الموضوعات الدرامية والتي تعبرعن العواطف والانفعالات النفسية، ثم انتقل الفن إلى التعبيرعن الطبيعة والواقع وصولا إلى المدرسة الواقعية.

المدرسة الواقعية Realism

رسم فنانو هذه المدرسة الواقع كما هو، بعيدا عن الخيال والمبالغة فعبروا في موضوعاتهم عن الحياة اليومية والطبقة الكادحة.
ومن أبرز فناني المدرسة الواقعية الفنان كوربیه Gustave Courbet الذي صور العديد من اللوحات التي تعكس الواقع الاجتماعي، ومن أشهر أعماله لوحة كاسري الحجارة.
والفنان الفرنسي دومیه Honore  Daumier متعدد المواهب، فكان رسام اوكاريكاتيريا ونحاتا فتناولت أعماله الحياة الاجتماعية للفقراء والمظلومين، ومن أعماله عربة الدرجة الثالثة .
وتوجه بعض الفنانين العمانيين إلى أسلوب الرسم الواقعي؛ نتيجة الفهم والقدرة على تحليل بنية وصياغة العمل الفتي للمدرسة الواقعية، ومن بين فنانيها الفنان سعود الحنيني الذي رسم المناظر الطبيعية والمشاهد الواقعية والحياة اليومية.
وقد أفسحت المدرسة الواقعية المجال لظهور المدرسة التاثيرية التي تعتبر بدورها امتدادا واقعيا إلا أنها تخضع للاتجاه العلمي لدراسة الألوان في الضوء الطبيعي .

Impressionism المدرسة التاثيرية:

واكبت المدرسة التأثيرية النظريات الحديثة في تحليل الضوء، فاستفادت منها في توظيف الألوان ، وسمیت المدرسة بالتأثيرية لأنها اهتمت بتأثير سقوط الضوء على الأجسام.
وأطلق عليها أيضا اسم الانطباعية مستوحاة من لوحة انطباع شروق الشمس للفنان مونیه Claude« Monet ويمكنا مشاهدة آثار الفرشاة على اللوحة، وعدم الاهتمام بالخطوط الخارجية المحددة للأشكال.
واتجه بعض فناني هذه المدرسة إلى رسم الطبيعة مباشرة كالفنان رینوارRenoir، كما ظهرت الحركة التنقيطية في لوحة الفنان سوارا Seurat .
ونشأت بعدها المدرسة ما بعد التأثيرية post-Impressionism والتي تعتبر امتدادا للتأثيرية حيث تشترك معها في الألوان المشرقة الواضحة وبضريات الفرشاة الثقيلة الظاهرة، لكنها تحيد عنها بميلها لإظهار الأشكال الهندسية للأشياء بوضوح (مثلث مربع) وعدم التقيد بألوان الطبيعة والتركيز على اختيار الموضوعات، ومن أهم فناني هذه المدرسة سیزان و فان جوخ و جوجان.

سيزان:

اهتم بدراسة نظريات التأثيريين في الأگوان وطورها، واهتم بإظهار الأحجام والكتل عند رسمه للأشكال، ومهد لظهورالمدرسة التكعيبية.

فان جوخ:

اتسمت أعماله بالتجسيم من خلال التأكيد على الضوء والظل بلمسات الفرشاة عنيفة الحركة، وبقوة الخطوط الخارجية للأشكال، ومهد لظهورالمدرسة التعبيرية.

جوجان« Gauguin:

اتسمت أعماله بالألوان الغنية والخطوط القوية المحددة بالشكل والوحدات الزخرفية.
 واتجه العديد من الفنانين العمانيين في مسيرتهم الفنية لأسلوب المدرسة التأثيرية، ومن بينهم الفنان أنور سونیا ، وعبد المجيد کاروه ، والفنان حمد السليمي.
التقويم

أجب عن الأسئلة التالية

– اذكر اثنين من أشهر فناني المدرسة الواقعية-
– اذكر اثنين من خصائص المدرسة التأثيرية
– تحدث عن تجرية هنري دومیيه في ضوء المدرسة الواقعية.

© موقع كنز العلوم.  جميع الحقوق محفوظة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى