Uncategorized

ابو الطيب المتنبي

1- حياته :
هواحمد بن الحسين من اصل عربي جعفي ينتهي إلى كهلان من القحطانية ولد الكوفة ، واشتهر منذ حداثته بحدة الذكاء : وقد اختلط باعراب السماوة واخذ عنهم ملكة ال لغة ثم طلب المجد والسيادة بشعره، ولما اخفق طلبها بسيفه فقاد ثورة كانت نتيجتها السجن والاخفاق أيضا اتصل المتنبي بيدر بن عمار طبرية ثم فارقه بسب ب الحساد ، واتصل بسيف الدولة أمير حلب ولزمه تسع سنوات كانت أطيب حقبة في حياته، ثم تركه وقصد كافورا بمصر طامعا ولاية وعده بها ألامير إلأخشيدي ثم اخلف وعده فانحرف عنه
وهجاه ، ثم راح يضرب ف البلاد متقلبا بين العراق وفارس ، متصلا بابن العميد وعضد الدولة . ثم قتل طريقه إلى بغداد .
۲- شخصيته ي شعره :
كان شعر المتنبي شديد اللصوق بشخصيته ، فكان صورة لنفسه في جميع احوالها ؛ في مجازفتها و تقديسها للقوة في صبرها وانفتها ، في ثورتها وتشاؤمها . وقد انقسم شعره بالنظر إلى بروز شخصيته إلى اربعة اقسام :
ا- شعر الفتوة ويتضمن الفخر والتهديد ، ولا يخلو من صبغة انسانية استقاها الشاعر من انعكافه على نفسه وتحليل الامها وامالها :
وقد قال المتنبي:

فلا عبرت بي ساعة لا تعزني               ولا صحبتني مهجة تقبل الظلما
ب- شعرقيل عند سيف الدولة ، هوشعر من ظفر ونال بغيته وان لم يمت حساده ، فيه فرحة غالبة وحسرة كامنة.
يقول مادحا سيف الدولة مبتهجا من خلاله بامجاد ألامة :
اذا الدولة استكفت به ملمة       كفاها فكان السيف والكف والقلبا
فكيف اذا كانت نزارية عربا    تهاب سيوف الهند وهي حدائد
ج- وقسم قيل في مصر وهوعصارة نفس فاشلة يحفل بالمعاني الإنسانية ، وفيه سخرية مريرة مؤلمة ، وقد علمته هذه المرحلة الحزن الطويل العميق والتامل ، يقول :
اذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه               وصدق ما يعتاده من توهم
كما يقول :
تجري الرياح بما لا تشتهي السفن     ما كل ما يتمنى المرء يدرکه
د- وقسم قيل في فارس والعراق ، فيه لين والتفات إلى الطبيعة ، يقول ذاكرا الاشجار :
والقى الشرق منها ثيابي     دنانيرا تفز من البنان
لها ثمر تشير اليك منه      بأشربة وقفن بلا اوان
وأمواه تصل بها حصاها    صليل الحلي في ايدي الغواني
– فنونه الشعرية :
أ. المدح 
يشغل المدح القسم ألأكبر من ديوان المتنبي ، وقد مدح نحوا من خمسين شخصا أشهرهم سيف الدولة الحمداني وكانت معاني مدحه مدحه ما عهدناه عند سائر المداحين من كرم وشجاعة ورجاحة عقل وحسن تدبير الا أنها تصطبغ بصبغة خاصة تلائم نفسية المتنبي القوية . وكان أسلوبه أيضا ألأسلوب القديم مصطبغا بثورة نفس الشاعر .
اما قيمة مدح ابي الطيب فحقيقة لما يتجلى في شعره من خبرة بالاخلاق ، وتصوير رائع ، وعلو نفس ، وشدة جرس موسيقي و مدح المتنبي أيضا تحسينات بديعية موفقة .
وفضلا عن ذلك فان لمدح المتنبي قيمة تاريخية كبری على ما هنالك من مغالاة شعرية وحماسة فوارة .
يقول مادحا :
وقفت وما الموت شك لواقف    كانك جفن الردي وهو نائم
تمر بك ألابطال كلمى هزيمة      ووجهك وضاح وثغرك باسم

ب- العتاب : كان المتنبي يقحم العتاب أحيانا في مدحه . ومن أشهر ما قال في عتاب سيف الدولة :

واحر قلباه ممن قلبه شبم                ومن بجسمي وحالي عنده سقم
يا اعدل الناس الا معاملتي        فيك الخصام وانت الخصم والحكم
وعتابه اشبه بمحاسبة لا يتذلل فيه ولا ينكسر .
ج. الرثاء : كان المتنبي يلجا في رثائه إلى ضرب الحكم وبسط فلفسة متشائمة ، لكنه في رثاء من يحب كان يضطرم عاطفة ، كقوله في رثاء جدته :
أحن الى الكاس التي شربت بها         وأهوى لمثواها التراب وما ضما

أتاها كتابي بعد ياس وترحة           فماتت سرورا فمت بها غما
د- الوصف : يشغل الوصف عند المتنبي حيزا رحبا من دیوانه ، وهو منثور في القصائد المختلفة ، لا يستقل بواحدة منها الا نادرا ، وكان ابو الطيب موجه النظر الى دخائل نفسه، ونفوس الناس، والى ما يظهر من اخلاقهم يصفها أكثر من توجهه إلى مظاهر المرئيات ، وللمتنبي اسلوب خاص في الوصف ، فتراه يحرص على الثاثير القوي فيتوفر على الخطوط الناتئة ، مهملا التفاصيل قال يصف اسدا :
يطأ الثرى مترفقا من تيهه      فکانه اس يجش عليلا

ويرد عفرته الى يافوخه          حتى تصير لراسه اكليلا
ه- الهجاء: هجاء المتنبي انتقام لكرامته ، وثار من زمانه ، واشمئزاز من الدناءات ، واحتقار للوم ، واستصغار للناس ، والمتنبي لا يعرف الا الطعن الجارح البليغ ، وقد يعمد في هجائه إلى السخرية المريرة :
ما يقبض الموت نفسا من نفوسهم          الأ ويده من نتنها عود
جوعان ياكل من زادي ويمسكني    لكي يقال : عظيم القدر مقصود
أولى اللثام کويفير بمعذرة    في كل لوم وبعض العذر تفنید
و- الفخر: المتنبي يفخر في جميع أحواله ، وقد كاد يحصر فخره في نفسه ممجدا عزمه وصبره وتصلبه ، وخبرته ، وشاعريته وفخره صريح ، جريء فيه غلو يصدر عن الانفعال الشديد ، وفيه انفة وترفع واندفاع ؛
يقول في الفخر :
– لا بقومي شرفت بل شرفوا بي       وبنفسي فخرت لا بجدودي

-انام ملء جفوني عن شواردها     ويسهر القوم جراها ويختصم

– وما الدهر الا من رواة قصائدي          اذا قلت شعرا أصبح الدهر منشدا
ز- الغزل: لم يتوفر المتنبي على الغزل فقد شغل قلبه بطلب المعالي ، لا يتوق إلى مجالسة النساء: لان نفسه مشغوفة بالقوة، وبكل قوي وان جرى له أن يميل إلى امراة اثر البدوية التي تمثل الطبيعة الفطرية البعيدة عن التصنع ، وغزله على الاجمال ضعيف العاطفة ، تقليدي ، ياتي في مستهل بعض القصائد .
تلك اكثر فنون الشعر في ديوان المتنبي ، وفي جميعها نواح من شخصيته وعبقريته واسباب شهرته الا أن هناك بابا خاصا قد برز فيه أكثر من سواه ، وكان من اركان خلود ذكره الرئيسية ، وهو الحكمة يقول :
نحن بنو الموتى فما بالنا   نعاف ما لا بد من شربه
تبخل ايدينا بارواحنا    على زمان هن من كسبه
فهذه الأرواح من جوه      وهذه الأجسام من تربه

اسئلة النقاش
1- اذكر اهم ألأحداث في حياة ابي الطيب المتنبي.
2- ما ملامح شخصية المتنبي من خلال حضورها في شعره؟
3- أي فنون الشعر برع فيها المتنبي ؟ وأيها كانت ألاضعف في ديوانه ؟ ولماذا؟
4- الفخر من فتون الشعر الحاضرة بقوة في شعر المتنبي ، حتى لا تكاد قصيدة تخلومنه ماذا تقرا في ذلك؟

© موقع كنز العلوم.  جميع الحقوق محفوظة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى