لغة عربية

القصة في الادب العربي

تعريف القصة:
هي سرد واقعي أو خيالي لأفعال قد يكون نثرا، أو شعرا يقصد به إثارة الاهتمام، والإمتاع، أو تثقيف السامعين أو القرّاء. ويقول (روبرت لويس ستيفنسون) – وهو من رواد القصة المرموقين: ليس هناك إلا ثلاثة طرق لكتابة القصة : فقد يأخذ الكاتب حبكة، ثم يجعل الشخصيات ملائمة لها ، أو يأخذ شخصية، ويختار الأحداث، والمواقف التي تنمي تلك الشخصيّة ، أو قد يأخذ جوا معينا، ويجعل الفعل والأشخاص تعبّر عنه أو تجسّده.
تعريفات حول القصة والحكاية:
أ- القصة القصيرة
سرد قصصي قصير نسبيا (قد يقل عن عشرة آلاف كلمة)، يهدف إلى إحداث تأثير مفرد مهيمن، ويمتلك عناصر الدراما. وفي أغلب الأحوال تركز القصة القصيرة، على شخصية واحدة، في موقف واحد في لحظة واحدة. وحتى إذا لم تتحقق هذه الشروط، فلا بد أن تكون الوحدة هي المبدأ الموجه لها .
والكثير من القصص القصيرة يتكون من شخصيّة (أو مجموعة من الشخصيات)، تقدم في مواجهة خلفية أو وضع ، وتنغمس خلال الحدث الذهني أو المادي في موقف ، وهذا الصراع الدرامي، أي اصطدام قوي متضادة ماثل في قلب الكثير من القصص القصيرة الممتازة. فالتوتر من العناصر البنائية للقصة بالإضافة إلى أنها كثيرا ما تعبر عن صوت منفرد لواحد من جماعة مغمورة.
ويذهب بعض الباحثين إلى الزعم بأن القصة القصيرة، قد وجدت طوال التاريخ بأشكال مختلفة : مثل قصص العهد القديم عن الملك داود ، وسيدنا يوسف وراعوث ، وكانت الأحدوثة، وقصص القدوة الأخلاقية في زعمهم، هي أشكال العصر الوسيط للقصة القصيرة. ولكن الكثير من الباحثين يعتبرون أن المسألة أكبر من أشكال مختلفة للقصة القصيرة ، فذلك الجنس الأدبي يفترض تحرّر الفرد العادي من بقية التبعيّات القديمة، وظهوره كذات فردية تعي حرياتها الباطنة في الشعور والتفكير ، ولها خصائصها المميزة لفرديتها، على العكس من الأنماط النموذجية الجاهزة، التي لعبت دور البطولة في السرد القصصي القديم ويعتبر (إدجار ألن بو) من رواد القصة القصيرة الحديثة في الغرب ، وقد ازدهر هذا اللون من الأدب ، في أرجاء العالم المختلفة ، طوال قرن مضى على أيدي ( مويسان و زولا وتشيخوف وهاردي وستيفنس) ، ومئات من فناني القصة القصيرة. وفي العالم العربي بلغت القصة القصيرة درجة عالية من النضج، على أيدي يوسف إدريس في مصر ، وزكريا تامر في سوريا ، ومحمد المر في دولة الإمارات …
ب- الحكاية
سرد قصصي يروي تفصيلات حدث واقعي أو متخيّل ، وهو ينطبق عادة على القصص البسيطة، ذات الحبكة المتراخية الترابط.
ج- الحكاية الشعبية:
خرافة ( أوسرد قصصي) تضرب جذورها في أوساط شعب، وتُعد من مأثوراته التقليدية، وخاصة في الترات الشفاهي، ويغطي المصطلح مدى واسعا من المواد، ابتداء من الأساطير السافرة إلى حكايات الجان . وتعدّ ألف ليلة وليلة مجموعة ذائعة الشهرة من الحكايات الشعبية.
عناصر القصة :
أ- الفكرة والمغزى
وهو الهدف الذي يحاول الكاتب عرضه في القصة ، أو هو الدرس والعبرة المراد منا تعلمهما ؛ لذلك يفضل قراءة القصة أكثر من مرّة واستبعاد الأحكام المسبقة ، والتركيز على العلاقة بين الأشخاص، والأحداث والأفكار المطروحة ، وربط كل ذلك بعنوان القصة، وأسماء الشخوص، وطبقاتهم الاجتماعية …
ب- الحدث
وهو مجموعة الأفعال، والوقائع مرتبة ترتيبا سببيّا ، تدور حول موضوع عام ، وتصور الشخصية، وتكشف عن صراعها مع الشخصيات الأخرى … وتتحقق وحدة الحدث عندما يجيب الكاتب على أربعة أسئلة هي كيف وأين ومتى ولماذا وقع الحدث؟
ويعرض الكاتب الحدث بوجهة نظر الرّاوي، الذي يقدم لنا معلومات كلية أو جزئية ، فالرّاوي قد يكون كلي العلم، أو محدوده ، وقد يكون بصيغة الأنا ( السردي) ، وقد لا يكون في القصة راو ، وإنما يعتمد الحدث حينئذ على حوار الشخصيات والزمان والمكان وما ينتج عن ذلك من صراع يطور الحدث، ويدفعه إلى الأمام، أو يعتمد على الحديث الداخلي …
ج- العقدة أو الحبكة :
وهي مجموعة من الحوادث مرتبطة زمنيا ، ومعيار الحبكة الممتازة هو وحدتها ، ولفهم الحبكة يمكن للقارئ أن يسأل نفسه الأسئلة التالية:
– ما الصراع الذي تدور حوله الحبكة؟ أهو داخلي أم خارجي؟
ما أهم الحوادث التي تشكل الحبكة؟ وهل الحوادث مرتبة على نسق تاريخي أم نفسي؟
– ما التغيرات الحاصلة بين بداية الحبكة ونهايتها؟ وهل هي مقنعة أم مفتعلة؟
– هل الحبكة متماسكة؟
– هل يمكن شرح الحبكة بالاعتماد على عناصرها من عرض، وحدث صاعد، وأزمة، وحدث نازل وخاتمة؟
د. القصة والشخوص:
يختار الكاتب شخوصه من الحياة عادة ، ويحرص على عرضها واضحة الأبعاد التالية :
– أولا، البعد الجسمي صفات الجسم من طول، وقصر ونحافة وبدائة وعيوبها وسنها …
– ثانيا، البعد الاجتماعي: انتماء الشخصيّة إلى شريحة اجتماعية ، ونوع العمل الذي تقوم به وثقافتها ونشاطها وكل ظروفها المؤثرة في حياتها ، وديتها وجنسيتها وهوياتها …
ثالثا: البعد النفسي: ويتمثل في الاستعداد، والسلوك من رغبات، وآمال وعزيمة وفكر ، ومزاج الشخصيّة من انفعال وهدوء وانطواء أو انبساط.
هـ- القصة والبيئة
تعد البيئة الوسط الطبيعي، الذي تجري ضمنه الأحداث، وتتحرّك فيه الشخوص ضمن بيئة مكانيّة وزمانية تمارس فيها وجودها.

© موقع كنز العلوم.  جميع الحقوق محفوظة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى