سعيد الحاتمي عين الصقر التي لا تنام.. الكاتب محمد المعولي
سعيد الحاتمي عين الصقر التي لا تنام وحاصد النياشين والألقاب…
العميد ركن سعيد بن عبدالله بن حميد الحاتمي وكما اطلق عليه لقب ( حارس السلاطين) لقب حمله بجدارة واقتدار فقد عرفناه بأنه ذاك القائد الذي لا تكتمل الصفوف العسكرية الا به ولا يسد المكان غيره.
العميد ركن سعيد الحاتمي حارس السلاطين فهو بجانب عمله عسكريا يرافق جلالته أينما حل وارتحل فقد كان قائدا للكتيبة الأولى بالحرس السلطاني العماني وهي اهم كتيبة بالحرس السلطاني وقد اَأدارها بكل حنكة وبفكر عسكري منضبط منظم. لكن اهم مراحل عمل الحاتمي هي مرافقة المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه كمرافق عسكري حيث لازمه حتى آخر لحظة بحياته ، فقد كان زناده ويمينه التي يعتمد عليه وعصاه التي يتكأ عليها، رافق جلالته فترة من الزمن فكان الوفاء طبعه والإخلاص منهجه، فعندما يحضر الحاتمي خلف جلالته ترى عيناه تنظران يمنة ويسرة يراقب المشهد بنفسه ويشرف على البروتوكول العسكري الذي يليق بشخص جلالته. نظراته كالسهام تغني عن الحديث والتوجيه لباقي العسكريين المرافقين، يمتلك كل الادوات القيادية يضيف للمكان هيبة ويشعر الآخرين بأن كل شيئا يمضي على ما يرام وفق البروتوكول السلطاني الحصيف.
هذا وبعد رحيل جلالة السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه واصل الحاتمي مشواره مع جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم وبنفس الوتيرة والإنضباط والربط العسكري المميز الذي يليق بمقام السلاطين والبروتوكولات الملكية السلطانية. فبمثله تتشرف الصفوف والطوابير العسكرية ولا يسدها من الرجال الأوفياء الصناديد غيره، فبقى مع جلالته حارسا أمينا وفيا لقائده وسلطانه حتى حان وقت الترجل عن الركب ليضع نياشينه وبزته العسكرية على منضدة الزمن لتشهد له بالإباء والوفاء لعمان وسلاطينها.
ترجل الفارس وبقت خططه ومنهاجه رسما يقتدي بها من جاء بعده كما بقت ذكراه عطرا زكيا يفوح في جنبات القصور السلطانية، تنحى الفارس واستلم سيف الأمانة العظمى فارسا آخر ، فلا خوف على عمان فهي ولادة للفرسان الأبطال فكما أنجبت سعيد الحاتمي فهي قادرة على ولادة فرسان آخرون يملئون الميدان دويا تفر الأعداء من شجاعتهم وبسالتهم..
محمد المعولي
وادي المعاول
١٠ فبراير ٢٠٢٢م.
© موقع كنز العلوم. جميع الحقوق محفوظة.