نص الاستماع لدرس علم الاثار في عصر الفضاء لمادة اللغة العربية لغتي الجميلة للصف التاسع الفصل الدراسي الاول
هنا تجدون نص الاستماع لدرس علم الاثار في عصر الفضاء لمادة اللغة العربية لغتي الجميلة للصف التاسع الفصل الدراسي الاول
هنا اجابات اسئلة الدرس
اجابات اسئلة درس علم الاثار في عصر الفضاء لمادة اللغة العربية للصف التاسع الفصل الدراسي الاول
غيرت تقانة الاستشعار عن بعد وسائل الكشف عن الآثار ، فأصبح الحفر أقل أهمية لاستكشاف المواقع الأثرية ، وأصبح بالإمكان دراسة الآثار المطمورة دون إظهارها.
لقد غدت أجهزة الاستشعار عن بعد معدات أساسية في الكشف عن الآثار ؛ سواء استخدمت على متن أقمار صناعية في الفضاء ، أو على سطح الأرض . وبما أن علماء الآثار اعتادوا على استخدام المعول والمحرفة لاستخراج الآثار ولمسها والتمعن في أشكالها وألوانها ؛ فإن بعضهم لم يقتنع بعد بأهمية الوسائل التي جلبها عصر الفضاء . أما أولئك الذين تعرفوا إمكانات التقانة الحديثة ، فقد بدؤوا باستخلاص الكثير من المعلومات التي توفرها الأجهزة المتقدمة ، في عصر يدعو فيه الجميع إلى ترميم الآثار ، والحفاظ على البيئة ، وعلى المواقع الأثرية ومكوناتها ؛ إذ إن استخدام هذه الأجهزة يمكن من الحفاظ على المواقع الأثرية دون الإضرار ببيئتها.
لقد ساعد هذا العلم على اكتشاف كثير من الآثار المهمة التي طال البحث عنها ، مثل مدينة إرم ذات العماد ، التي وصفت في القرآن الكريم ، وتقع هذه المدينة في الربع الخالي في جنوب شبه الجزيرة العربية ، وهو مكان مهجور تماما ، يغطي مساحة تقدر بنحو : سبعمائة وسبعة وسبعين ألف كيلو متر مربع من الصحراء.
ازداد الاهتمام بالبحث عن مدينة إرم بين رمال الربع الخالي ، عندما أوضحت صور التقطتها بعض الأقمار الصناعية عدة خطوط مبهمة تتقاطع في نقطة واحدة بين الكثبان الرملية التي يصل ارتفاعها إلى مائتي متر في جنوب غرب سلطنة عمان ، وقد رأى العلماء أن هذه الخطوط توصل في غالب الأمر إلى موقع مقابر أو مدينة ، فبدأ البحث من جديد عن إرم ؛ حيث قامت بعثتان بالبحث عنها في عامي ألف وتسعمائة وواحد وتسعين، وألف وتسعمائة وتسعة وتسعين ، ومع أنهما لم تصلا إلى موضع التقاطع الذي أظهرته الصورة ، إلا أن الدراسات التي قام بها الخبراء على إحدى الطرق أبرزت آثارا لموقع يحيط به سور له أبراج ؛ أي عماد .
وعلى الطرف الآخر من العالم وفي صحراء نيو مكسيكو، ساعدت معدات التقانة الحديثة على تقصي آثار من عصور مختلفة باستخدام الرادار المخترق للأرض ؛ وهو جهاز يبث موجات رادارية تحت سطح الأرض ، ويستقبل صداها المنعكس عن سطح الطبقات المختلفة ؛ فبانعكاس الموجات نتيجة الاختلاف في نوعية طبقات التربة والصخور يتبين سمك هذه الطبقات وعمقها ، وقد تم في هذه الحالة رصد صدى من طبقة تحتوي على بقايا أحد أنواع الدينوصورات المتحجرة فاستخرج علماء المستحاثات هذه البقايا ؛ حيث اتضح أنها تمثل حيوانا ضخما كان يعيش في منطقة تسمى الآن صحراء نيو مكسيكو ، وقد أطلق على هذا الحيوان اسم ( السايز موصور ) ؛ لأن الأرض كانت تهتز تحت حافريه أثناء سيره ، وكأنه آلة زلزالية.
وعلى الرغم من أن التصوير الجوي كان معروفا ومستخدما منذ أوائل القرن العشرين، إلا أن الاستشعار عن بعد للأرض لم يبدأ إلا في عام ألف وتسعمائة وثمانية وستين ، عندما بث رواد رحلة أبولو أول صورة للأرض في أثناء دورانهم حول القمر ، وقد أعلن رواد الفضاء أنهم استطاعوا تمييز بعض المعالم على سطح الأرض ، مثل سور الصين ، والأهرامات المصرية. وفي عام الف وتسعمائة واثنين وسبعين بدأ مسح الغطاء النباتي للأرض ، وبخاصة المزروعة منها ، وقد تم ذلك بقياس انعكاس الأشعة تحت الحمراء التي تعكسها المادة الخضراء في النباتات ؛ إذ تشير شدة انعكاس هذه الأشعة إلى صحة النباتات وجودة المحصول . وهكذا أخذت صور الأقمار الصناعية توضح لنا معالم سطح الأرض : وتدريجيا اتضحت أهمية الصور ليس فقط في متابعة الزراعة والمحاصيل ، ولكن أيضا في الجيولوجيا والجغرافيا وعلم الآثار . وسيشهد القرن الحالي استمرار استخدام الاستشعار عن بعد ، وغيره من وسائل عصر الفضاء المتقدمة لدراسة الآثار دراسة مستفيضة ، وجمع ما يهم من معلومات من دون الإخلال ببيئة المواقع الأثرية، وفي أثناء الكشف عما تحت أقدامنا ؛ ربما نتعلم مما توضحه الأجهزة العلمية الحديثة أكثر مما تلمسه أيدينا.
شاهد ايضا
نص الاستماع مريم الصناع لمادة اللغة العربية لغتي الجميلة للصف التاسع الفصل الدراسي الاول