لغة عربية
الفرق بين الاسطورة والخرافة والحكاية الشعبية
الاسطورة هي نص أدبي, وضع في أبهى حلة فنية ممكنة وأوهى صيغة مؤثرة في النفوس وهذا مما زاد في سيطرتها وتأثيرها. وكان على الادب والشعر أن ينتظرا فترة طويلة قبل أن ينفصلا عن الأسطورة. لقد وضعت معظم الاساطير السورية والسومرية والبابلية في أجمل شكل شعري ممكن. وقام هوميروس بصياغة معظم أساطير عصره المتداولة, شعرا في الاوديسة والالياذة. والى جانب الشعر والأدب, خلقت الاسطورة فنونا أخرى كالمسرح, اللذي ابتدأ عهده بتمثيل الأساسطير الرئيسة في الأعياد الدينية. كما دفعت فنونا أخرى كالغناء والموسيقى وغيرهما الى الظهور.
هذا ويمتزج تعبير الاسطورة في أذهان الكثيرين بتعبير الخرافة والحكاية الشعبية رغم البعد الشاسع بين هذه النتاجات الفكرية الثلاثة.
الخرافة هي حكاية بطولية ملأى بالمبالغات والخوارق. الا ان ابطالها الرئيسيين هم من البشر أو الجن, ولا دور للالهة فيها. ففي حديث نبوي عن عائشة قالت حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه ذات ليلة حديثا فقالب امرأة: يا رسول الله كأن الحديث حديث خرافة. فقال: أتدرون ما خرافة؟ إن خرافة كان رجلا من عذرة اسرته الجن في الجاهلية فمكث فيهم دهرا طويلا ثم ردوه الى الانس.فكان يحدث الناس بما رأى من الأعاجيب فقال الناس: حديث خرافة. وبصرف النظر عن صحة هذا الحديث المنسوب الى الرسول فإن النص يظهر لنا معنى الخرافة عند العرب.
أما الحكاية الشعبية فإنها. كالخرافة لا تحمل طابع القداسة. ولا يلعب الالهة ادوارها. كما انها لا تتطرق, كما هو شأن الاسطورة. الى موضوعات الحياة الكبرى. وقضايا الانسان المصيرية. بل تقف عند حدود الحياة اليومية والامور الدنيوية العادية. وذلك كمكر النساء ومكائد زوجات الرجل الواحد. وقسوة زوجة الأب على الطفلة المسكينة التي تتدخل العناية الالهية لانقاذها. وما اشبه ذلك من موضوعات. هذا وقد تتداخل الحدود بين الخرافة والحكاية الشعبية والحكم والامثال الشعبية فتلعب دورا ثقافيا شبيها بدور الاسطورة الا انها لا تمتلك قوة التأييد الذاتي التي تمتلكها الاسطورة, والنابعة من قداستها وطابعها الايمائي ومنشئها وقالبها الفني.
© موقع كنز العلوم. جميع الحقوق محفوظة.