لغة عربية
خصائص الغزل الحضري في العصر العباسي والاموي
خصائصر الغزل الحضري في العصر الأموي والعصر العباسي
الغزل فن من فنون الشعر عند العرب بتغني بمحاسن المرأة، ويدور حول الحب الذي يجمع بين المرأة والرجل ( الشاعر) ، بما يوفره من سعادة وغبطة، أو ما يخلفه في القلب من عذاب وعناء .
ويقسم النقاد الغزل إلى نوعين :
أ- الغزل البدوي :
وهو الغزل الذي نشأ قائلوه في بيئة بدوية أثرت في خصائصه و اجتماعية وأخلاقية .
طبائع الشعراء بما يسودها من قيم.
ب – الغزل الحضري ؛
وهو الغزل الذي نشأ في الحواضر ( المدن) وتأثر بالقيم الأخلاقية التي تطبع الحضر وتميز حياتهم الاجتماعية عن غيرهم، وهو ما ساعد على تميز الغزل الحضري على الغزل البدوي بخصائص فنية ودلالية .
أولا : الخصائص العامة في الغزل الحضري
أ. من حيث المضمون :
يتسم الغزل الحضري بجملة من الخصائص تتصل بمضمون تجربة الحب كما صورها الشعراء في قصائدهم ، نذكر من بين هذه الخصائص :
، على نقيض شعراء الغزل القذري ( البدوي ) تتسم تجربة الحب عند شعراء الغزل الحضري بالتجدد والتعدد .
٢. الحب ليس تجربة جادة وقاسية تقود إلى الأحزان والمعاناة عند شعراء الغزل الحضري .
. الاستعلاء والفخر . فالحب عند هؤلاء الشعراء مقترن بمعاني الإعجاب بالنفس والفخر بها ، فأكثر ما يدور النص على ذات الشاعر باعتبارها محور التجربة.
. سطحية التجربة وترددها : تفتقد تجربة الحب عند شعراء الغزل الحضري إلى عمق العواطف ، بل إنها لا تتجاوز في أحيان كثيرة حدود الإعجاب بالمحاسن ، وهي تجربة تكثر فيها الشكولد والمعاثية.
, الحصرية : هي تجربة حب تستند إلى مظاهر التحضر من حيث وصف المحاسن ومظاهر العيش في المجتمع الحضري ، فلا أثر في شعرهم لسمات البداوة ومعانيها.
ب – من حيث الشكل ؛
– هيكل القصيدة وأغلب قصائد الغزل الحضري تقوم على هذا الهيكل العام
– البداية أو المدخل الذي ينفذ منه الشاعره
– وصف المحاسن .
– الحكاية أو الموقف أو الشكوى أو العتاب .
٢- الأسلوب ، أهم ما يميز أسلوب شعر الغزل الحضري هو الطابع القصصي الذي يتضمن مقومات السرد التالية:
أ – الأمكنة : هي جزء من الحكاية أو الموقف أو الذكرى، وهي عادة مكان واقعي ،ب – الأزمنة ، وهي الإطار الثاني للحكاية، وأكثرها تواترا الليل.
ج – الشخوص الأصلية والثانوية : الشاعر والصواحب، والرسل والعذال والناصحون والأعداء والأصدقاء والصديقات
د – الأحداث : وهي غمار القصة الغزلية وقد يتخلله الحوار أحياناً
٣- التعبير ، لغة شعراء الغزل الحضري تتميز بالسمات التالية
أ- تطويع اللغة للحياة اليومية ، فكأنما الشاعر يتحدث بلغة الناس اليومية
بالله رب محمد حدثنني حقاً أما تعجبن من هذا الفتى
عمر بن أبي ربيعة.
ب – التطويع للغناء : وما يستلزمه الغناء من تنويع الأوزان ومن البعد عن غلظة الحرف وفرة الكلمة وثقل التركيب
ج – الاقتراب من النثر : وهو نتيجة للسمتين السابقتين :
فمضى نحوها بعقل وحزم
جاءها قال ما الذي كان بعدي
واحتيال ونصح جيب فلما
حدثيني فقد تحملت إثما
,عمر بن أبي ربيعة –
ثانياً : مناحي التجديد في شعر الغزل الحضري
يمكن تلخيصها في النقاط التالية :
1- وحدة العرض ، وذلك بقصر القصيدة على الغزل دون غيره
– وحدة القصيدة : فقد أصبحت القصيدة تتصل بموضوع واحد هو الغالب حكاية غزلية
۲- اقتران الشعر بالحياة اللاهية : الابتعاد عن المدح وغيره من الأغراض، وتوظيف الشعر للتعبير عن الذات في لهوها ومغامراتها
4 – القصص الغزلي ، أشاع شعراء الغزل الحضري روح القصة
الشعر العربي
۵- الرسائل الشعرية ، وأكثرها دوراناً في شعر عمر حيث يصوغ بعض قصائده أو جزءا منها على شكل رسالة ؛
باسم الإله تحية المتيم تهدي إلى حسن القوام مكرم
عمر بن أبي ربيعة
خلاصة 1
شهد الغزل من الشعر العربي حركة تطور متصلة بدأت في الشعر الجاهلي وتواصلت مع شعراء الغزل العذري، ثم مع شعراء الغزل الحضري الذي كان عمر بن أبي ربيعة هو رائده الأول و امتد تأثيره من الدولة الأموية إلى محضرمي الدولتين ومع شعراء العصر العباسي من أمثال بشار والعباس بن الأحنف وأبي نواس وغيرهم.
© موقع كنز العلوم. جميع الحقوق محفوظة.