لغة عربيةالصف الحادي عشر

ملخص وشرح وحل درس التسامع يجعل الحياة أكثر جمالا لمادة اللغة العربية للصف الحادي عشر الفصل الدراسي الثاني

ملخص وشرح وحل درس التسامع يجعل الحياة أكثر جمالا لمادة اللغة العربية للصف الحادي عشر الفصل الدراسي الثاني لمنهج سلطنة عمان

التسامع يجعل الحياة أكثر جمالا
كان التسامح بالنسبة للأمة العربية والإسلامية في مراحل ازدهارهما سمة وسجية ، ثم أصبح – بعد أن تدهورت
الأوضاع ، كلمة قاموسية ناصعة البياض، لا تستخدمها سوى قلة قليلة من البشر أصحاب القلوب الكبيرة ، وممن أفاض الله عليهم من رحمته طاقات من الصبر على المكاره ، واحتمال الأذى، والقدرة على مواجهة السيئة بالحسنة، وعلى كثرة ما قرأت من كتابات في هذا الباب لم أجد كالقرآن الكريم دليلاً ومرشداً على التسامح ولذلك يمكن اعتباره في هذا الجانب صوت التسامح والدليل الروحي والعملي المفضي إلى أرقى مستويات التعامل بين البشر. وهل هناك أبدع، وأروع من هذا التعبير العظيم:

{وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ *وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} (سورة فصلت الآيتان (34 – 35).

في هاتين الآيتين وأمثالهما إزاحة واستبعاد لكل موقف قد يؤدي إلى العداوة والكراهية، وما في مستواهما من رذائل
بشرية تنتقص من معاني الحب والتسامح، والمبدأ الكامن في هاتين الآيتين الكريمتين لا يحتاج إلى مزيد من التوضيح، وإنما يحتاج إلى التمثل والتطبيق فقط، إذ لا يكفي أن نمتدح التسامح أو نكبر من شأنه، وفي أعماقنا يرقد التعصب وفي سلوكنا تتجسد الضغائن والفظاظة. ويلاحظ أن القرآن الكريم زاخر بالتعابير التي تدعو إلى الرفق والتسامح وإلى تليين الخطاب حتى مع الطفاة. كما هي الحال مع النصيحة الإلهية الموجهة إلى موسى وهارون – عليهما السلام – ﴿فقولا له قولاً ليناً لعلّه يتذكر أو يخشى ﴾ أي قولا لفرعون والتوجيه الإلهي هنا لا يقطع خيط الأمل في استمالة طاغية متأله كشخص فرعون، واستقصاء الطرائق الممكنة إلى تحويله إلى إنسان سوي، فما بالك بالآخرين من البشر الذين تسهل استمالتهم إلى الحق والطريق القويم.
وما التسامح الإسلامي سوى ثمرة العقيدة التي تقوم مبادئها على حب الخير للناس جمعياً على اختلاف أجناسهم
ودياناتهم ولغاتهم ومن صور التسامح الإسلامى أنه سوى بين الرجل والمرأة، بين المسلم وغير المسلم وفتح الحوار على مصراعيه حين أعلن مبدأه الأعظم في خطابه إلى البشرية كافة:

يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (سورة الحجرات الاية 13)

وليس من شك في أن الأتقى هو كل من يعمل الخير ويتقي كل الأحقاد التي تمتلىء بها النفوس الجاحدة المتعصبة تلك التي لا ترى وجودها إلا في غياب الآخر ولا سعادتها إلا في شقائه.
إن دين الله واحد وإن تفرقت به أهواء بعض البشر واجتهاداتهم المغلوطة. والدين الإسلامي واحد وسيظل كذلك إلى
ما شاء الله وما الاجتهادات المذهبية التي طرأت بعد فترة من ظهوره إلا محاولات لإغنائه، وتعميق مساره بالتنوع الخلاق، ولكن هذه المذاهب والاجتهادات والتأويلات لا ينبغي أن تخرج عن النص القرآني ولا أن تخل بقدسيته أو تخالف ثوابته ، أو تقلل من الروابط المتينة التي تقوم بين أتباعه ، وحين ذهبت تلك الاجتهادات بعيداً وشدتها السياسة إلى مواقف خارجه عن روح العقيدة جعلت التعصب عنواناً لها، ووسيلة لبقائها كما وضعت في الصدارة عدداً من الفقهاء الجامدين الذين يفتقرون إلى التسامح الخلاق، وممن عاشوا ردحاً من الزمن على مقولات وآراء افتقدت إلى روح المحبة والانسجام ، فكان التحجر والغلو الذي تشكو منه الغالبية الإسلامية المتحفظة بروح العقيدة النقية السمحة في تشريعاتها وإجراءاتها .

ولعل أخطر مشكلاتنا نحن العرب بل نحن المسلمين بل نحن البشر في هذه اللحظة من تاريخ الوجود الإنساني على
وجه الأرض أننا صرنا نميل إلى التعصب ، وبدأت أفعال بعضنا تتسم بالتطرف ورفض الآخر حتى لو كان أخانا أو جارنا أو
زميلنا فضلاً عن ذلك الآخر البعيد والمختلف وهي حالة قادمة إلينا من السياسة وليس من العقيدة وما أروع أن نتواصل مع قرآننا وأن نداوم على قراءة آيات التسامح وأن نطيل التأمل في معناها وأن نجعلها تترسب في أعماق الوجدان لكي تتحول إلى مواقف وإلى فعل يمنع التصرفات المنافية لإنسانية الإنسان وللسلوك البشري الرفيع.
وللتسامح المصحوب بالكلمة الطيبة جاذبية يصعب الحديث عن تأثيرها ومدى نجاحها، وعن دورها في تغيير مجرى
أحداث الأشخاص ومن ثم مجرى الأوطان إذا ما عُممت وصار التسامح جزءاً من السلوك الحياتي للأفراد وهناك شعوب على الأرض (وليس في السماء) نجحت في إيجاد هذا النموذج من التسامح وصار التعامل بين أفرادها قائماً على هذا المبدأ؛ فأراحوا واستراحوا .
يفترض البعض أن التسامح يبدأ من داخل النفس ، ومع النفس ذاتها، وإذا ما تحقق ذلك المعنى ؛ فإن تحققه مع
الآخرين يغدو سهلاً ميسوراً. وقد يكون هذا الافتراض صحيحاً إلى حد بعيد فالتسامح الحقيقي لا يأتي من التعليم ولا يتم
بالتمرين؛ وإنما يبدأ من الداخل ، ثم ينمو ويكبر، ويتجسد في السلوك مع الآخر كما مع النفس مستخدماً – رؤية إيجابية تفتح أبواب الروح واسعة مع المحيط الأقرب ، ثم المحيط الأبعد . وكما تحررت نفس الإنسان من أضغانها، ومن حمولاتها الرامية إلى التعصب كانت أقدر على التحرر من عقدها تجاه الغير، ومن نجاحها في حماية العلاقات الحميمة من التدهور، وفي اقتراح تفاصيل في الحياة اليومية وفي الحياة بعامة تجعل الدنيا أكثر جمالاً وخيراً.

عبد العزيز المقالح
مجلّة المعرفة
العدد ٢١، ربيع الآخر ١٤٢٦هـ

الأسئلة :

١. صغ تعريفاً مناسباً للتسامح من خلال ما أورده الكاتب في النص .
٢. ما منزلة التسامح في الحضارة العربية الإسلامية في مرحلة ازدهارها؟
٣. وضح العلاقة بين انتشار قيم التسامح وازدهار الأمم.
٤. اذكر بعض الآيات القرآنية التي تحث على التسامح واشرح دلالاتها.
٥. يساعد انتشار قيم التسامح على نبذ التعصب والتطرف ونشر السلام بين شعوب العالم. بين ذلك اعتماداً
على النص وعلى شواهد من الواقع.

إليك ملخصًا وشرحًا شاملاً وحلًا نموذجيًا لأسئلة درس “التسامح يجعل الحياة أكثر جمالًا” من مادة اللغة العربية – الصف الحادي عشر – الفصل الدراسي الثاني – منهج سلطنة عمان.


✅ أولًا: الملخص والشرح

📌 تمهيد عام للنص:

يتحدث الكاتب عبد العزيز المقالح عن قيمة التسامح، بوصفه سلوكًا إنسانيًا راقيًا، له جذور راسخة في الإسلام والحضارة العربية، وضرورة حتمية لمواجهة التعصّب والتطرّف والكراهية التي تنتشر في العالم.


🟩 أبرز الأفكار في الدرس:

🔹 1. التسامح في الإسلام:

  • التسامح ليس مجرد خلق نبيل، بل سمة من سمات الإسلام الأصيل.
  • القرآن الكريم زاخِر بالآيات التي تدعو للتسامح واللين.
    • مثل: {ادفع بالتي هي أحسن…}
      {فقولا له قولًا لينًا…}
      {إنا خلقناكم من ذكر وأنثى…}

🔹 2. مكانة التسامح في الحضارة الإسلامية:

  • في أوج ازدهار الأمة الإسلامية، كان التسامح سمة عامة في العلاقات الاجتماعية والثقافية والدينية.
  • كان التسامح دافعًا للحوار والانفتاح وقبول الاختلاف.

🔹 3. خطر التعصب:

  • مع تراجع القيم الدينية الصحيحة، حلّ التعصب محل التسامح.
  • ظهرت أفكار متطرفة تعادي الآخر، مصدرها السياسة لا العقيدة.
  • بعض الفقهاء القدماء ساهموا في تعميق هذه الانقسامات.

🔹 4. التسامح سلوك يبدأ من النفس:

  • التسامح الحقيقي لا يُعلَّم بالتلقين فقط، بل يبدأ من داخل النفس.
  • عندما يتحرر الإنسان من الحقد الداخلي، يسهل عليه أن يتسامح مع الآخرين.

✅ ثانيًا: حل أسئلة النقاش

1. صِغ تعريفًا مناسبًا للتسامح من خلال ما أورده الكاتب في النص:

التسامح: هو خلق إنساني نبيل، يقوم على الصبر على الأذى، ومقابلة الإساءة بالإحسان، والتعامل مع الآخرين بلين ورحمة ومحبة، نابع من داخل النفس، ومن فهم عميق لقيم الإسلام وتعاليمه.


2. ما منزلة التسامح في الحضارة العربية الإسلامية في مرحلة ازدهارها؟

  • كان سمة رئيسية للحضارة الإسلامية.
  • تجلى في التعامل مع غير المسلمين، وفي المساواة بين الرجل والمرأة، وفي فتح أبواب الحوار مع الجميع.
  • كان التسامح سببًا في الاستقرار والتعايش وازدهار الأمة.

3. وضح العلاقة بين انتشار قيم التسامح وازدهار الأمم:

  • التسامح يُعزز الاحترام والتفاهم بين الناس.
  • يؤدي إلى الاستقرار الاجتماعي والسياسي.
  • يشجع على العمل المشترك والتقدم العلمي والثقافي.
  • الأمم التي انتشرت فيها ثقافة التسامح، نجحت في الحفاظ على السلام والتنمية.

4. اذكر بعض الآيات القرآنية التي تحث على التسامح واشرح دلالاتها:

  1. {ادفع بالتي هي أحسن…} (فصلت: 34-35)
    • تدعو إلى مقابلة الإساءة بالإحسان، مما قد يحوّل العدو إلى صديق.
  2. {فقولا له قولًا لينًا…} (طه: 44)
    • حتى مع الطغاة كفرعون، يأمر الله باللين، دلالة على قوة التسامح في كسب القلوب.
  3. {إنا خلقناكم من ذكر وأنثى… إن أكرمكم عند الله أتقاكم} (الحجرات: 13)
    • تأكيد على المساواة بين البشر، وأن التفاضل بالتقوى لا بالعرق أو الدين.

5. يساعد انتشار قيم التسامح على نبذ التعصب والتطرف ونشر السلام بين شعوب العالم. بيّن ذلك اعتمادًا على النص وعلى شواهد من الواقع:

  • في النص:
    • الكاتب يحذر من التعصب الذي صنعته السياسة، ويبيّن أن التسامح أساس الاستقرار.
    • التسامح يُغني النفس ويجعل العلاقات أكثر قوة وجمالًا.
  • من الواقع:
    • شعوب مثل: سلطنة عمان… جعلت التسامح جزءًا من ثقافتها، فعمّ فيها السلام والاستقرار.
    • في المقابل، المجتمعات التي يغلب فيها التعصّب، تشهد عنفًا وصراعات مستمرة.

✅ ثالثًا: خلاصة الدرس:

  • التسامح هو رسالة إنسانية عظيمة، تتجاوز حدود الدين واللغة والجنسية.
  • الإسلام دين تسامح، لا تطرف ولا كراهية فيه.
  • لا يمكن للأمم أن تزدهر إلا إذا جعلت التسامح أساسًا في تعاملاتها اليومية.
  • التسامح يبدأ من الداخل، ثم يمتد ليصل إلى المجتمع كله.

شاهد ايضا

حل وشرح درس تدريب على التحليل الادبي رسالة من المنفى لمادة اللغة العربية للصف الحادي عشر الفصل الدراسي الثاني

ملخص وشرح وحل درس ظاهرة الغموض في العامية لمادة اللغة العربية للصف الحادي عشر الفصل الدراسي الثاني المنهج العماني

ملخص وحل وشرح درس الفصحى والعامية لمادة اللغة العربية للصف الحادي عشر الفصل الدراسي الثاني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى