لغة عربيةالصف الحادي عشر

شرح و وحل درس الوسيلة الادبية لحسين المرصفي لمادة اللغة العربية للصف الحادي عشر الفصل الدراسي الثاني لمنهج سلطنة عمان

شرح و وحل درس الوسيلة الادبية لحسين المرصفي لمادة اللغة العربية للصف الحادي عشر الفصل الدراسي الثاني لمنهج سلطنة عمان

الوسيلة الأدبية لحسين المرصفي

تمهید:
يعتبر الشيخ حسين المرصفي (ت.١٨٨٩م) رائد النقد الأدبي في تيار حركة الإحياء، فقد تخرّج في الأزهر ثم انتقل
بعد التدريس فيه إلى دار العلوم فألقى محاضرات في تاريخ الأدب العربي، فأحيا من دراسة الأدب ما كان يتفق منهجاً ورؤية مع حركة الإحياء للقديم، كان يتقن اللغة الفرنسية إلى جانب تضلّعه في اللغة العربية.
ولكن أهم ما عرف به هو تأليفه كتاب: (الوسيلة الأدبية) الذي اعتبر عند روّاد النهضة الأدبية مصدراً لتعلّم اللغة
العربية وآدابها.

الكتاب:
العنوان الكامل للكتاب هو: (الوسيلة الأدبية للعلوم العربية) طبع بمطابع المدارس الملكية بمصر سنة ١٨٧٥م/ ١٢٩٢هـ
ثم أعيد طبعه بعد ثلاث سنوات في جزأين تربو صفحاتهما على تسعمائة صفحة، وقد حاول الشيخ حسين المرصفي أن يحيي
من خلاله الصورة القديمة للنقد الأدبي وذلك باعتماده على كتب معروفة في النقد كـ (المثل السائر) لابن الأثير، وكتاب
(الصناعتين) لأبي هلال العسكري، وكتاب (إعجاز القرآن) للباقلاني وغيرها من كتب القرن الرابع والخامس باعتبارها
تميّزت باستيعابها للفكر النقدي العربي القديم.
ويمكن إجمال محتويات الكتاب في:
أ) علوم اللغة العربية: وهي علوم تؤدي إلى اكتساب ملكة التعبير باعتبار كون هذه العلوم من نحو وصرف
وبيان ومعان وبديع مجرّد وسائل وليست غاية في حدّ ذاتها، وإنما غايتها اكتساب ملكة التعبير الذي هو قوام العمل
الأدبي من شعر ونثر.
ب) باب في صناعة الإنشاء.

ت) باب في صناعة الشعر.
وهو في كل باب ينقل من النصوص النقدية والشواهد الشعرية ما يلائم النظرية التي يشرحها، ولم يقتصر في تلك
الشواهد على التراث الأدبي فحسب، بل أورد أمثلة من آثار معاصريه؛ البارودي في الشعر وعبد الله فكري في النثر، لأنهما كانا يمثلان في نظره منهج القدماء وطريقتهم، وليدل أيضاً على أن الإبداع الفني ليس وقفاً على المتقدمين.

المذهب النقدي في (الوسيلة الأدبية):
يمكن أن نقسم كتاب (الوسيلة) في التعبير عن مذهبه النقدي، إلى وجهين، يعنى أحدهما بتقرير القواعد وتأصيل
المذهب التقليدي في النقد، في حين يعنى الآخر بالتطبيق والتحليل والنقد العملي:

١) القسم النظري:
وعالج فيه الشيخ حسين المرصفي قضية (الإبداع الأدبي) فاعتبره من عمل (المَلَكة)، فهو (صناعة فنية)، وهذه
الصناعة إما أن تقوم على (الإنشاء) أو على (الشعر)، وكلاهما لابدّ فيه من أمرين:

  • الحفظ للنصوص النثرية والشعرية، واستيعاب (علوم الآلة) من نحو وصرف وبلاغة التي هي وسائل الأدب.
  • محاولة الكتابة أو النظم وممارستها على النهج الذي استقرّت قوالبه في النفس من أثر الحفظ والاستيعاب.

وعلى أساس الحفظ والممارسة يكون الإبداع الأدبي في المجالين:
أ) صناعة الإنشاء: تَكتَسبُ مادة الحفظ فيها بحفظ القرآن وجملة من الأحاديث النبوية وفهمها، ثم حفظ
الأمثال، والأشعار وخطب البلغاء ورسائلهم؛ لأنها مستودع المعاني ومضرب المثل في الإيجاز وصورة البيان، ثم يحاول
المنشئ أن ينسج على منوال أساليب ما حفظ، يخطئ ويصيب حتى يُحكم الصناعة. والمرصفي من خلال تقرير
هذه القاعدة يذكر الكتب التي يجب أن يرجع إليها المتأدب.
ب) صناعة الشعر: هي من عمل المَلَكة، ولا تُكتسب إلاّ بحفظ الشعر بقدر ما يستطاع، حتى تنشأ في النفس ملكة
ينسج على منوالها. لأنّ: “مَن كان خالياً من المحفوظات فنظمه قاصر رديء، لا يعطيه الرّونق والحلاوة إلا كثرة
المحفوظ … ومَن قلّ حفظه أو عُدم لم يكن له شعر وإنما هو نظم ساقط”.

(الوسيلة الأدبية – ج ٢ – ص ٤٦٨)

فإذا انتقش المحفوظ في النفس وجب تناسيه لتمحى من الذهن صيغه ورسومه، وتبقى منه القوالب والأساليب
المشتركة بين الشعراء فينسج على منوالها.
فالإبداع الأدبي عند المرصفي، مثلما هو عند القدماء من قبله، صناعة فنية قائمة على المران والمحاكاة ومراعاة
الأصول والقواعد التي وضعها القدماء، ولا تخرج عملية النقد عن الاحتكام لتلك القوانين التي: “بمخالفتها وموافقتها
يردؤ القول ويجود”.

(الوسيلة الأدبية – ج ٢ – ص ٤٦٣)

٢) القسم النقدي:
اتّبع الشيخ المرصفي في هذا القسم التطبيقي المذهب اللغوي الذي يعنى بنقد الألفاظ ويناقش معاني الكلمات، ويبيّن أوجه الخطأ والصواب فيها، ويميل إلى شرح عبارات الشعر ويستطرد خلال هذا الشرح إلى ذِكْرٍ أمور تتصل به، مما يدلّ على أنّ نظرته إلى الشعر نظرة تفصيلية تعنى بالجزئيات في اللفظ والمعنى.
إنّ المرصفي في هذا القسم التطبيقي خاصة يبعث الفكر النقدي القديم، بعد أن تمثّله كاملاً، وتتبع آثار أعلامه، وأخذ
يطبّقها في مجال التراث الشعري القديم موازناً بين نماذج من ذلك التراث، متتبّعاً جزئيات العبارة، والصياغة
واللفظ.

الخلاصة :

لقد كانت (الوسيلة الأدبية) أحد معالم الطريق في تحقيق التطور الأدبي لحركة الإحياء في الشعر العربي الحديث، إذْ
كانت الموجّه لكثير من القرائح والمواهب نحو التحصيل واكتساب الملكة الأدبية والممارسة الفعلية للتعبير القويم في ضوء المحاكاة
للنموذج القديم.
إنّ مزيّة (الوسيلة الأدبية) الأولى كانت في عرضها لأشعار القدماء ونثر البلغاء في مجال الدرس والتقويم والتحليل البلاغي،
فضلاً عمّا في هذا العرض وحده من بعث للأسلوب العالي وإحياء للقيم الرفيعة التي يمثلها شعر الفحول من عصور الأدب
العربي الزاهرة.

د. محمد الكتاني
(الصراع بين القديم والجديد
في الأدب العربي الحديث)

أسئلة النقاش :

١) ما الهدف الذي أراد الشيخ حسين المرصفي تحقيقه من خلال كتاب (الوسيلة الأدبية للعلوم العربية)؟
٢) ينقسم كتاب الوسيلة الأدبية إلى ثلاثة أبواب، حدّدها.
٣) (الإبداع الأدبي) بحسب الشيخ حسين المرصفي، يجب أن يتوفّر فيه أمران، ما هما؟
٤) ما الخطوات التي يجب على المتأدّب تتبّعها في صناعتي الإنشاء والشعر، لكي يصبح مبدعاً؟
٥) مثّل كتاب (الوسيلة الأدبية) الوجه النقدي لجماعة الإحياء في الشعر، وضّح ذلك.

🟢 التلخيص والشرح

🔷 تمهيد:

الشيخ حسين المرصفي (ت. 1889م) كان أحد روّاد حركة الإحياء في النقد الأدبي. درس في الأزهر ودرّس في دار العلوم، وكان يجيد الفرنسية، واهتم بإحياء النقد الكلاسيكي العربي.
ألّف كتابًا شهيرًا هو “الوسيلة الأدبية للعلوم العربية” الذي أصبح مرجعًا مهمًا في عصر النهضة لتعلّم اللغة وآدابها.


🔷 محتوى كتاب “الوسيلة الأدبية”:

  1. اللغة العربية (نحو – صرف – بلاغة): باعتبارها وسائل لاكتساب ملكة التعبير.
  2. صناعة الإنشاء: تدريب الناثر على كتابة الأدب والنثر الجميل.
  3. صناعة الشعر: تدريب الشاعر على نظم الشعر الجيّد.

في كل باب، استخدم المرصفي شواهد من التراث ومن شعراء عصره مثل البارودي وعبدالله فكري.


🔷 المذهب النقدي في الكتاب:

ينقسم إلى قسمين:

🔹 القسم النظري:

  • يرى أن الإبداع الأدبي هو صناعة فنية تعتمد على الملكة.
  • ولكي يكتسب المتأدب هذه الملكة، عليه:
    • حفظ النصوص (القرآن، الحديث، الشعر، الأمثال…).
    • ممارسة الإنشاء أو الشعر من خلال المحاكاة والمران.

🔹 القسم التطبيقي:

  • ينقد الشعر من خلال اللغة والمعاني والجزئيات.
  • يهتم بشرح الكلمات وتفصيل المعاني، ويقارن بين الأساليب.
  • يحيي المنهج القديم في النقد، كما كان عند العلماء في القرنين الرابع والخامس الهجري.

🔷 خلاصة عامة:

  • الوسيلة الأدبية ساهمت في توجيه جيل النهضة نحو الأدب القديم.
  • أعادت إحياء القيم الجمالية والأسلوب الرفيع.
  • الكتاب يُعدّ مرجعًا نقديًا ولغويًا وتربويًا، يجمع بين الأصالة والتطبيق العملي.

حل أسئلة النقاش:

1) ما الهدف الذي أراد الشيخ حسين المرصفي تحقيقه من خلال كتاب (الوسيلة الأدبية للعلوم العربية)؟

  • أراد إحياء النقد القديم، وتأصيل ملكة التعبير الأدبي عند الطلاب، وتوجيههم للمحاكاة والتمرس بالأساليب الأدبية الرفيعة.

2) ينقسم كتاب الوسيلة الأدبية إلى ثلاثة أبواب، حدّدها:

  1. علوم اللغة العربية (نحو، صرف، بلاغة…).
  2. صناعة الإنشاء.
  3. صناعة الشعر.

3) (الإبداع الأدبي) بحسب الشيخ حسين المرصفي، يجب أن يتوفّر فيه أمران، ما هما؟

  1. حفظ النصوص النثرية والشعرية وعلوم اللغة.
  2. الممارسة المستمرة للكتابة والنظم حتى تُكتسب الملكة الأدبية.

4) ما الخطوات التي يجب على المتأدّب تتبّعها في صناعتي الإنشاء والشعر، لكي يصبح مبدعاً؟

  • في الإنشاء:
    • حفظ القرآن والحديث، والأمثال، والأشعار، وخطب ورسائل البلغاء.
    • محاكاة هذه الأساليب في الكتابة مع الخطأ والتجربة.
  • في الشعر:
    • حفظ قدر كبير من الشعر.
    • ممارسة النظم حتى تتكوّن ملكة الشعر.
    • ثم تناسي المحفوظات لتتكوّن أساليب جديدة داخلية نابعة من تلك الملكة.

5) مثّل كتاب (الوسيلة الأدبية) الوجه النقدي لجماعة الإحياء في الشعر، وضّح ذلك.

  • لأنه:
    • اعتمد على المناهج النقدية القديمة.
    • ركّز على اللغة والمعنى والأسلوب.
    • استعمل شواهد من الشعراء المعاصرين الذين ساروا على نهج القدماء مثل البارودي.
    • دعا إلى اكتساب الملكة الأدبية بالمران والمحاكاة، وهو ما آمنت به جماعة الإحياء.

شاهد ايضا

حل وشرح درس قصيدة رسالة من المنفى لمادة اللغة العربية للصف الحادي عشر الفصل الدراسي الثاني

شرح وملخص وحل درس نداء الحياة لمادة اللغة العربية للصف الحادي عشر الفصل الدراسي الثاني

شرح وملخص وحل اسئلة درس تمجيد قيم التحرر الوطني لمادة اللغة العربية للصف الحادي عشر الفصل الدراسي الثاني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى