لغة عربيةالصف الحادي عشر

حل وشرح درس تدريب على التحليل الادبي رسالة من المنفى لمادة اللغة العربية للصف الحادي عشر الفصل الدراسي الثاني

حل وشرح درس تدريب على التحليل الادبي رسالة من المنفى لمادة اللغة العربية للصف الحادي عشر الفصل الدراسي الثاني لمنهج سلطنة عمان

القصيدة :
تحيةٌ … وقُبلةً
ولیس عندي ما أقولُ بعد
مِنْ أين أبتدي ؟ وأين أنتهي ؟
ودورةُ الزمانِ دون حدْ .
وكل ما في غُربتي
زُوادةً (١)، فيها رغيف يابسُّ، وَوَجْد (٢)
ودفترٌ يحمل عني بعض ما حملت
من أين أبتدي ؟
وكل ما قيلَ وما يُقال بعد غدْ
لا ينتهي بضَمّةٍ … أو لمسةٍ من يد
لا يُرجع الغريب للدیار
لا يُنزلُ الأمطار
لا يُنبتُ الريش على
جناحٍ طائرٍ ضائعٍ … مُنْهَدَ .
من أين أبتدي ؟
تحيةً … وقبلةً … وبعدْ

الليل – يا أمَاه – ذِئبٌ جائعٌ سَفَاح (٣)
يُطارد الغريبَ أينما مضى ..
ويفتحُ الآفاقَ للأشباحُ
وغابةُ الصَّفْصَافِ لم تزلْ تُعانِقُ الرياحْ
ماذا جنينا يا أماه ؟
حتى نموتَ مرتين
فمرّةً نموتُ في الحياة
ومرّةً نموتُ عندَ الموت !
هل تعلمين ما الذي يملأني بكاءً؟
هَبِي مرضتُ ليلةً … وهدّ جسمِيَ الدّاءْ!
هل یذکرُ المساء
مُهاجراً أتى هنا … ولم يَعْدْ إلى الوطن؟

هل يذكرُ المساء
مهاجراً مَاتَ بِلاَ كفنْ؟
يا غابةَ الصفصَافِ! هل ستذكرينْ
أنّ الذي رَموْهُ تحت ظلكِ الحزینُ

  • كأي شيء ميّتٍ – إنسانْ
    وتحفظين جثتي من سطوةِ الغُربانْ؟
    أماه يا أمَاه
    لمن كتبتُ هذه الأوراقْ
    أيُّ بريدٍ ذاهبٌ يحملها؟
    سدَّت طريق البرِّ والبحارِ والآفاقْ …

وأنت يا أماه
ووالدي، وإخوتي، والأهلُ ، والرفاقُ …
لعلکم أحیاء
لعلكم أموات
لعلكم مثلي بلا عُنوانْ
ما قيمةُ الإنسانْ؟
بلا وطنْ
بلا عَلمْ
ودونما عُنوانْ
ما قيمةُ الإنسانْ؟

محمود درويش
الديوان، دار العودة
ط١٣، بيروت ١٩٨٨م

١. الأسئلة :

حلل القصيدة السابقة تحليلاً أدبياً، مستعيناً بالأسئلة التالية:

  • ما مظاهر الحيرة التي عبّر عنها الشاعر، وما سببها؟
  • الغربة تجربة مُعذّبة ومُضْنية. كيف عبّر الشاعر عن عذابات غُربته؟
  • للذّاكرة حضور لافت في القصيدة. استّدل على ذلك بشواهِدَ دقيقة، مبيناً مظاهر حنين الشاعر إلى وطنه؟
  • ما منزلة الأمّ في هذه القصيدة، وما علاقتها بالوطن وبذاكرة الشاعر؟

٢. التحليل :

١. التقديم :
قدّم – في فقرة موجزة – النص السابق، من حيث :
أ) نوعه .
ب) کاتبه.
ج) مصدره .
د) فكرته العامة .
هـ) وحداته المعنوية .

٢. تحليل القصيدة (الجوهر):

  • بداية القصيدة تحيل على صيغة كتابة الرسائل : ( تحيّة … وقُبلةً .. وبعد).
  • ما علاقة هذه الملاحظة بالعنوان ؟
  • العنوان: (رسالة من المنفى): القصيدة رسالة من المنفى إلى الوطن.
  • يستنتج من ذلك أن الشاعر يعيش غربة: (وكلّ ما في غُربتي). وهي غُربة اضطرارية: ( … لا يُرجع
    الغريب للديار) .
  • كلّ ما تقدم يفسّر الحيرة التي عبّر عنها الشاعر والتي تظهر من خلال قوله:
    (من أين أبتدي؟ وأين أنتهي؟)، فالبداية غامضة مجهولة، وكذلك النهاية.
  • الشاعر واقع تحت وطأة تجربة قاسية ما فتئِت تعذّبه، وهي تجربة الغربة.
  • عذابات الغربة :
  • الكفاف ووَجع الحنين: وكلّ ما في غربتي
  • زُوادةٌ، فیها رغیفٌ یابس ، ووجد .
  • الافتقار إلى المواساة والدفء العاطفي
  • …. لا ينتهي بضمّة .. أو لمسةٍ من يدْ
  • الوِحشَةُ والضَّراوة: الليل – يا أمّاه – ذئبٌ جائع سفّاخ
    يطاردُ الغريب أينما مَضَّى
    ويفتح الآفاق للأشباح
  • الإحساس بوطأة الظَّلم المسلّط: (ماذا جنينا يا أمّاه؟)
  • سيطرة هاجس الموت والنهاية الفاجعة :
  • ( … فمرة نموت في الحياة

ومرّةً نموت عند الموت )

( هل يذكر المساء

مُهاجراً ماتَ بلا كفن؟)

  • ( .. وتحفظين جثتي من سطوة الغربان )

-انسدادُ آفاق الخلاص:

  • ( .. مهاجراً أتى هُنا ولم يَعُدْ إلى الوطن)
  • (سُدّت طريق البّر والبحر والآفاق)
    -عذابات الغربة ومعاناته حفّزت ذاكرة الشاعر .

٣. الذَاكرة والحنين:

  • إستحضار الأمّ في أكثر من موضع .
  • حضور العائلة والأهل :
    ( وأنت يا أماه
  • ووالدي ، وإخوتي ، والأهلُ والرّفاق).
  • الوعيُّ الحادّ بالغربة إستحضار للوطن المفتقد:
    ( … لا يرجع الغريب للدّيار)
    ٤. الأم والوطن :
  • استحضار الوطن من خلال الأمّ، عبر الذّاكرة.
  • الأَمُّ رَدِيفُ الوطن: كلّ من الأمّ والوطن رمز للخصوبة والرحّم الأول.
  • افتقار الأم والوطن أجج إحساس الشاعر بالضّياع والانكسار: (طائر ضَائع … منهد).
  • تجلَّت قيمة الوطن في المقطع الأخير بأكثر وضوح :
    (ما قيمة الإنسان؟
    بلا وطن
    بلا عَلم
    ودونما عنوانْ؟ )

٥. الخاتمة :

  • عبّر محمود درويش عن بعض مظاهر عذابات الفلسطينيّ المنفي.
  • الوطن مُقوّم أساسيّ من مقومات هوية الشاعر.
  • النفي القسريّ عن الوطن ساهم في استثارة ذاكرة الشاعر وحنينه من خلال الذّاكرة التي استحضرت الأمّ تجسيداً
    للوطن المفتقد .
  • تمثّل القصيدة تأكيداً على أنّه من حق كلّ إنسان أن يعيش في وطنه.

تُعدّ قصيدة “رسالة من المنفى” للشاعر الفلسطيني محمود درويش واحدة من أبرز قصائد الشعر العربي المعاصر، التي تجسّد معاناة المنفى الفلسطيني بكل أبعاده النفسية والوجودية والإنسانية. وهي قصيدة من الشعر الحر، وردت في ديوان الشاعر الصادر عن دار العودة – بيروت، الطبعة الثالثة، 1988م.

🟩 أولاً: التقديم

  • نوع النص: قصيدة من الشعر الحر.
  • الكاتب: محمود درويش.
  • المصدر: ديوانه “رسالة من المنفى”.
  • الفكرة العامة: معاناة الغربة والمنفى، وحنين الشاعر إلى الوطن والأم.
  • الوحدات المعنوية:
    1. الحيرة والقلق الوجودي في الغربة.
    2. معاناة الغربة وتفاصيل الألم.
    3. حضور الأم والعائلة والوطن في الذاكرة.
    4. التساؤل عن قيمة الإنسان بلا وطن.

🟩 ثانياً: تحليل الجوهر

🔹 1. العنوان والمطلع:

يشير العنوان إلى أن القصيدة مكتوبة بصيغة رسالة، وهذا ما تؤكده المقدمة: “تحيةً … وقبلةً … وبعد”، وهي أسلوب تقليدي لبداية الرسائل الشخصية.
القصيدة إذن رسالة وجدانية موجهة من الشاعر الغريب إلى الوطن الغائب، الذي يُستحضر عبر صورة الأم.

🔹 2. مظاهر الحيرة:

يتساءل الشاعر:

“من أين أبتدي؟ وأين أنتهي؟”
وهو تساؤل نابع من ضياع داخلي وعدم وجود نقطة بداية أو نهاية، في واقع الغربة المربك.


🟩 ثالثاً: عذابات الغربة

الغربة في هذه القصيدة ليست مجرد ابتعاد مكاني، بل تجربة وجودية معقدة يظهر من خلالها:

  • الفقر والكفاف: “زُوادة، فيها رغيف يابس، ووجد”
  • الحنين والافتقار للدفء: “لا ينتهي بضمّة … أو لمسة من يد”
  • الوحدة والرعب والضياع: “الليل – يا أماه – ذئب جائع سفاح”
    “يطارد الغريب أينما مضى”
  • الظلم والموت الرمزي: “نموت في الحياة … ونموت عند الموت”
    “مهاجر مات بلا كفن”
  • اللاعودة وانسداد الأمل: “مهاجر أتى هنا … ولم يعد إلى الوطن”
    “سدّت طريق البر والبحر والآفاق”

🟩 رابعاً: الذاكرة والحنين

الحنين في القصيدة مرتبط بـ الذاكرة التي تستدعي:

  • الأم: “أماه، يا أماه”
    تظهر الأم في القصيدة كرمز للحياة والدفء والجذور.
  • العائلة: “ووالدي، وإخوتي، والأهل، والرفاق”
  • الوطن: “لا يُرجع الغريب للديار”
    يُستحضر الوطن من خلال شعور الشاعر باللاانتماء والتشرد.

🟩 خامساً: الأم والوطن

في هذه القصيدة، الأم تمثل الوطن، وكلاهما مصدر الأمان والهوية، وغيابهما يجعل الإنسان طائراً ضائعًا منهدًا، كما في قوله:

“لا يُنبتُ الريش على جناح طائر ضائع … منهد”

وتبلغ هذه الرمزية ذروتها في المقطع الأخير من القصيدة، حيث يسأل الشاعر:

“ما قيمة الإنسان؟
بلا وطن
بلا علم
ودونما عنوان؟”

هنا يؤكد الشاعر أن الكرامة والهوية والإنسانية مرتبطة بالوطن، ومن دونه، الإنسان بلا قيمة حقيقية.


🟩 سادساً: الخاتمة

جاءت قصيدة “رسالة من المنفى” تعبيرًا صادقًا عن معاناة الفلسطيني المنفي، وتمسّكه بوطنه رغم قسوة الغربة. عبّر فيها محمود درويش عن تجربة إنسانية مؤلمة بلغة شعريّة متوهّجة، وضمن إطار رمزي عميق، ربط فيه بين الأم والوطن والذاكرة والهوية، مؤكدًا أن الإنسان بلا وطن هو كائن فاقد للمعنى والوجود.

شاهد ايضا

ملخص وشرح وحل درس ظاهرة الغموض في العامية لمادة اللغة العربية للصف الحادي عشر الفصل الدراسي الثاني المنهج العماني

ملخص وحل وشرح درس الفصحى والعامية لمادة اللغة العربية للصف الحادي عشر الفصل الدراسي الثاني

ملخص وحل وشرح درس تجربة الشعر الحر بين العصرية والتراث لمادة اللغة العربية للصف الحادي عشر الفصل الدراسي الثاني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى