لغة عربيةالصف الحادي عشر

درس اثرائي الاغراض الشعرية عند شوقي بين التقليد والتجديد لمادة اللغة العربية للصف الحادي عشر الفصل الدراسي الثاني

درس اثرائي الاغراض الشعرية عند شوقي بين التقليد والتجديد لمادة اللغة العربية للصف الحادي عشر الفصل الدراسي الثاني لمنهج سلطنة عمان

الأغراض الشعرية عند شوقي بين التقليد والتجديد

تحاول أن تتأمل أغراض شوقي المختلفة، تلاحظ أن في هذه الأغراض استقرارا يماشي اهتماما وطنيا. لقد استعار شوقي الأغراض العامة في الشعر القديم، ومنها كتب أحد الدواوين الخاصة به ووجه الشاعر إلى أغراض معينة.
لقد عني شوقي في الأغراض العامة كالمناسبات الوطنية والاجتماعية والذكريات (وصفت الحرب والحديث عن العرب والسياسة، والدبلوماسية)، كما كتب شوقي في الرثاء، وهذا يدل على أنه ظل يكتب في الأغراض التي كتب فيها القدماء من شعراء المعلقات وغيرهم.

ومع هذا كله، تلاحظ أن الأغراض التي تناولها كانت أغراضا عامة، حتى في شعره الوطني، كتب أشعاره ذات نزعة أخلاقية دينية.
اهتم شوقي بالمناسبات الاجتماعية والسياسية، إلا نادرا ما نراه يتعرض لقضية وطنية خالصة.
كتب شوقي في الأوصاف وافتخر بنفسه وبوطنه وأمته، وأيضا تعرض للفخر القبلي، ولكنه كان لا يتعرض للأفراد، ولا يدخل في الهجاء، ولا يكثر من المدح كغيره من الشعراء، وإن مر عليه المناسبات، ومر بها الشعراء، إلا أنه كان يؤثر السلامة، ويميل إلى تقديم الصورة الجمالية، فيعرض عن التعرض لأشخاص بعينهم، وإن قال شعرا في مديح بعض الحكام فإنما كان ذلك يتم على وجه التعميم، فكان يذكر الصفات العامة للحاكم الصالح النموذجي لا الذي يقصده بعينه، كما أن الشخصيات السياسية وفكرية دينية وعلمية، دخلت شعره بكثرة.

ويلاحظ أن شوقي اهتم بالشخصية ذات العلاقة بالرابطة الدينية، وبالأخلاقية، كما تلاحظ أنه نظر إلى كل فئة ذات علاقة، ومن هنا مدح دينا ومعابدها ووصف دورها وسيل استعمالها، ومن هنا أيضا مدح الأزهر، وكتب في تمجيد بعض الشخصيات الاجتماعية أو السياسية، كما كتب في تمجيد بعض الانتصارات، والرموز السياسية، كما كتب عن بعض الرموز الإسلامية.

اهتم شوقي بالرمز، فقد اختار أحد هذه الشخصيات ليجعلها رمزا (إبراهيم)، وطالبها بأن تواصل دورها، وأن لا تترك من بعدها فراغا، وقد دخلت الأغراض الوطنية والسياسية في العالم العربي في سيرة رمزية أخرى كانت تمثل في الحروب أو التي قاربت أو التي ترتبط بالعلاقات السياسية بين الدول المختلفة، ومثال ذلك القصائد السياسية في مناجاة القدس، ومناجاة النبي محمد، والمهجر، ومديح الرسول، ودخول القدس في عهد الاحتلال، وذكر الحروب، وكان هذا في ديوانه (شوقيات).

أما في العصر الحديث، فقد اتجه إلى الموضوعات الاجتماعية التي كانت مجال التفكير والانشغال مثل: الحجاب، والقصور، العلم الجاهل، اختيار المرأة ومراعاة.

وهكذا تلاحظ أن شوقي يكتب في كل غرض، ولكنه يتجدد، ويتحدث فيه، إلا أن شوقي كان يرى أن الشعر المصري في ضعف لما ترك أسلوب القدماء، ولكنه اتجه في التعبير عن مواقفه، كما كان في المناسبات، وكانت مواقفه أخلاقية، فكان دائما يعرض عنها ويبتعد عنها، وكتب أشعارا تليق بالمناسبات، وإن كتب شعرا دراميا، فقد تحدث عن كل فئة، وتكلم عنها شعرا، بل كتب أحيانا ما يشبه المسرحيات، وكتب عن التاريخ في كل حالاته، وتكلم عن السلوك، ولم يكتب في النظام الغربي أو النظام الفرنسي، والأخلاقيات يتحدث عن أسباب الحضارات التي ينتمي إليها.

ولو حاولنا أن نتأمل دواوين شعر الإحياء، وموضوعاتها، لوجدناها تتضمن أغراضاً تُزعم ظاهرها أنها جديدة كالوطنيات والاجتماعيات والسياسيات، غير أنها في العمق لا تعدو موضوعاتها إبداعاً فنياً، أو رؤيا فيها أبعادٌ من التقدم، بل إنها تؤمن أن الشاعر ليس ملهماً، لذلك فإن الشاعر فيها يعيد إنتاج معاني القدماء، غالباً بلا طعمة فنية تُخرج النص من دائرة التقليد. إنه يعبر عن هذا التوجه التعبيري الذي استند على استلهام الثقافة التقليدية (الاجتماعية) ويعبر عنها بلغتها وأسلوبها. ويؤكد على معرفته بها، وعلى قدرته على صوغها بأسلوب القديم.

ومن هنا، فإن موضوعات شعر الإحياء يمكن أن تكون تقليدية إذا نظرنا إليها من زاوية الشعر عند الإحيائيين. غير أنها لا تكون إلا جديدة، إذا نظرنا إليها من زاوية فكر سياسي حديث، يختلف عن مضامين الشعر الجاهلي، ويحاول أن يشكل الإنسان، لا أن يمدحه.

وإذا كنا لا نستطيع أن نمنع أنفسنا من النظر إلى هذه الأغراض الجديدة من منظور منطقة الصلة عن النبي، فإننا نميل إلى أن نعد هؤلاء الشعراء الإحيائيين شعراء إعادة الحياة إلى الحياة الماضية كما كانت قديمة…

وهكذا يبدو من هذا النص أن النزعة الإحيائية في الأغراض الشعرية التي كتب فيها الشعراء، تجعل الحديث عن الطبيعة، فلم يكن البارودي أو شوقي أو حافظ أو غيرهم، إذا كتبوا فيها، لا يكتبون ملامحها من أجل التذوق والرؤية والرؤيا، وإنما وصف الطبيعة مرتبط بمناسبة مدح، أو وصف طلل، أو وصف رحلة، أو موكب، أو قوم، أي أنه لا يأتي نتيجة إحساس جمالي خاص.

فهم لم يعرفوا الطبيعة إلا من خلال موضوعات جاهزة مستعارة، جاهزة الرؤية أيضاً. اجتماعياً كانت أم تاريخياً، أم فنياً، أم أسطورياً.
فهي تعبيرية في ضوء روح العصر والزمان، هلكت قيمتها الجمالية الذاتية، وإبداعها من حيث الشعور أو المعايشة.


📚 المرجع:
د. إبراهيم السعافين
(مدرسة الإحياء والبعث)
دار الأندلس – ط 1 – 1981
ص: 191 – 198

شاهد ايضا

شرح وملخص وحل اسئلة درس اندلسية احمد شوقي لمادة اللغة العربية للصف الحادي عشر الفصل الدراسي الثاني

ملخص وشرح وحل اسئلة درس مدرسة الاحياء لمادة اللغة العربية للصف الحادي عشر الفصل الدراسي الثاني لمنهج سلطنة عمان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى