الرياضة وبعض الامراض المزمنة
إن التشجيع على ممارسة الرياضة لم يعد يقتصر على الرياضيين بل امتد ليصبح موضوع اهتمام معظم أفراد المجتمع العماني ، حيث إن ممارسة النشاط الرياضي وقائية بالدرجة الأولى قبل أن تكون علاجية، حيث إنه يقلل من الإصابة بكثير من الأمراض مثل : ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب بالإضافة إلى مرض السكري .
أولا : ارتفاع ضغط الدم :
يعتبر مرض ارتفاع ضغط الدم ( Hypertension ) من الأمراض المنتشرة في العالم نتيجة كثير من الأسباب ومنها عدم ممارسة النشاط الرياضي.
إن ضغط الدم للإنسان الطبيعي هو ( ۸۰/۱۲۰ ) ، وهذا يعني أن الرقم ( ۱۲۰ الانقباض) هو القوة التي تبذلها عضلة القلب عند ضخ الدم إلى أطراف الجسم عبر الأوعية، والرقم ( ۸۰ الانبساط) يعبر عن ضغط الدم الذي ينتج عند ارتخاء عضلة القلب وعودة الدم إليها ويقاس ضغط الدم بأجهزة ضغط الدم الزئبقية والإلكترونية.
ما المقصود بضغط الدم :
هو مقدار الضغط الذي يحدثه سريان الدم على جدران الشرايين التي تقوم بنقله من القلب إلى سائر أجزاء الجسم .
ارتفاع ضغط الدم في حالة أمراض الكليتين :
من أسباب ارتفاع ضغط الدم حالات الفشل الكلوي بصفة عامة التي تتعلق بكفاءة الكليتين.
أهمية ممارسة الرياضة لمرضى ارتفاع ضغط الدم :
ممارسة الرياضة تعمل على إزالة تقلص الشرايين واتساعها، وبالتالي ينخفض ضغط الدم ، وقتيا ويعود الضغط إلى الارتفاع ولكن ليس بدرجة كبيرة. وقد يشمل علاج مرضی ارتفاع ضغط الدم أيضا إنقاص الوزن ، الإقلاع عن التدخين ، الابتعاد عن التوتر الإقلال من الأدوية. تعتبر الأنشطة الهوائية مثل رياضة المشي، وأحيانا ممارسة الجري أو السباحة أو ركوب الدراجات من أفضل الرياضات المناسبة لمريض ارتفاع ضغط الدم ، وتجنب الرياضات العنيفة مثل رفع الأثقال لأنها ترفع ضغط الدم .
فوائد ممارسة الرياضة :
– تساعد على التخفيف من التوتر العصبي.
– إنقاص الوزن.
– تخفيف ضغط الدم نتيجة توسع الشرايين.
– تحسين كفاءة الدورة الدموية.
– تقوية جهاز المناعة.
– زيادة في قوة العضلات.
– المحافظة على القوام السليم .
– الارتقاء بالصحة النفسية والبدنية.
إرشادات خاصة بمرضى ارتفاع ضغط الدم عند ممارسة الأنشطة الرياضية:
– استشر طبيبك قبل البدء بممارسة الأنشطة الرياضية
– تجنب رفع الأوزان الثقيلة.
– تجنب عمل أي تمرين يتطلب وضع القدمين فوق مستوى الرأس.
احرص على التنفس الطبيعي ولا تكتم النفس.
– توقف عن أداء التمارين عند حدوث ( إرهاق شديد ، ألم في الصدر ، غثيان ، صداع خفيف ).
ثانيا : أمراض القلب
التمرينات الرياضية تحسن عمل القلب :
قلة الحركة عامل من عوامل الخطورة التي تؤدي إلى إصابة البالغين بأمراض القلب ، وتزداد الخطورة في حالات :
– ارتفاع ضغط الدم.
– السمنة وزيادة نسبة الدهون بالجسم.
– التدخين.
– ارتفاع نسبة الكوليسترول بالدم. التوتر النفسي والعصبي.
فوائد الرياضة لتجنب إصابة بأمراض القلب :
ممارسة الرياضة أحسن طريقة لتحسين الصحة واللياقة البدنية للإنسان ، ولأن القلب هو أهم عضلة في جسم الإنسان وكأي عضلة أخرى تحتاج لتدريب حتى تصبح أقوى، وبأداء بعض الرياضات مثل ركوب الدراجات والمشي والسباحة فإنك تقوي عضلة القلب لتعمل بكفاءة بالإضافة إلى النشاط البدني اليومي مثل الذهاب مشيا إلى المدرسة وصعود الدرج بدل المصعد و تنظيف البيت والاعتناء بحديقة المنزل أو غسل السيارة وغيرها من السلوك اليومي المعتاد.
إرشادات خاصة بمرضى القلب عند ممارسة الرياضة :
– استشارة الطبيب قبل البدء بممارسة النشاط الرياضي ، وإجراء فحص شامل والتأكد عند المراجعة الطبية من الأدوية التي تؤخذ لتجنب المضاعفات التي تحدث من بعض الأدوية نتيجة التمارين الرياضية. – تنشيط الدورة الدموية ببعض التمارين التي ترفع من سرعة ضربات القلب ، ويجب أن تكون مريحة ويمكن أن تختار بين المشي وركوب الدراجة والسباحة.
– الاستمرار في التمرين بفترات مريحة والتي تسمح لك بالحديث دون صعوبة . – التقليل من سرعة أداء التمرين تدريجيا آخر خمس دقائق حتى تسمح للدم بالعودة من العضلات النشطة إلى القلب.
– المراقبة الدائمة من قبل شخص يقوم بمتابعة ممارسة النشاط الرياضي وكتابة أي ملاحظات أو مضاعفات تحدث للمريض ليطلع عليها طبيبه.
– يجب أن يعود المريض تدريجيا إلى نشاطه اليومي الطبيعي، وإذا كانت بعض الأنشطة غير مناسبة فلا بد من تغييرها حتى تناسب ظرو المريض وحالته .
– على المريض اختيار بعض التمارين الرياضية الآمنة المفيدة التي يمكن أن يؤديها في المنزل .
ثالثا : مرض السكري
هو زيادة في معدل السكر في الدم عن ( ۱۲۰ ) ملغم/ ديسيليتر في حالة الصيام نتيجة نقص الأنسولين المسؤول عن دخول السكر إلى خلايا الدم) ، وعن ( ۲۰۰ ) ملغم/ ديسيليتر بدون صيام ، ويقاس معدل السكر بالدم بجهاز فحص السكر، المستوى الطبيعي يكون بین (۸۰-۱۲۰) ملليغراما /ديسيلتر لتر (mg/dl) قبل الأكل، وأقل من ۱۸۰ بعد الأكل ، يقاس بجهاز فحص السكر.
أنواع مرض السكري :
أ- النوع الأول المعتمد على الأنسولين: ويصاب به الأطفال والشباب قبل سن الثلاثين وتكون نسبة المصابين به قليلة جدا ويعتمدون اعتمادا كليا على حقن الأنسولين.
ب- النوع الثاني غير المعتمد على الأنسولين: ويصاب به الأفراد الكبار ، وتكون نسبة المصابين به الأعلى من مجموع المصابين بمرض السكري ويعتمد في علاجه على خفض الوزن والحمية وتناول أقراص خفض السكر .
أسباب الإصابة بمرض السكري :
الوراثة: إذا كان أحد أو كلا الوالدين مصابا بالسكري غير المعتمد على الأنسولين فإن هناك زيادة في احتمالية إصابة أبنائهم أو أجيالهم القادمة.
السمنة: تتضاعف احتمالية الإصابة بالسكري خصوصا بالنوع الثاني من السكري .
الحالة النفسية: كالقلق والتوتر ، ولكنهما لا يعتبران من الأسباب المباشرة للإصابة. الالتهابات: مثل التهاب البنكرياس، والذي يعمل على ظهور أعراض الإصابة بمرض السكري.
الأدوية: مثل حبوب منع الحمل. الكحول: تعمل هذة المشروبات على إتلاف غدة البنكرياس، وبالتالي الإصابة بالسكري.
أعراض مرض السكري:
– الظما المستمر وكثرة التبول: وذلك ب بسبب زيادة معدل الجلوكوز في الجسم الذي يعمل على خروج المياه من أنسجة الجسم والشعور بالجفاف، وبالتالي شرب كمية وائل التي تزيد من عملية التبول.
– الشعور بالبرد والضعف العام و فقدان الشهية : وذلك لأن السكر هو وقود الجسم وإذا لم يصل بشكل سليم لخلايا الجسم، فسيشعر المريض بالتعب والضعف العام.
– زيادة وزن الجسم أو نقصه: لأن جسم المريض يحاول دائما أن يعوض ما يفقده من سوائل وسكر، وتجده يأكل بشكل أكثر من المعتاد وتحدث زيادة في وزنه. ولكن عکس هذا يمكن أن يحدث أيضا، حيث إن المريض يقوم بتناول كمية كبيرة من الطعام ولكن في نفس الوقت يحدث نقص كبير في وزن الجسم وذلك لعدم وصول كمية الجلوكوز الكافية إلى أنسجة الجسم للنمو والطاقة.
– ضعف الرؤية: يؤدي ارتفاع نسبة السكر في الدم إلى خروج السوائل خارج أنسجة الجسم – بما في ذلك عدسات العين ، وهذه العملية تؤثر على قدرة العين على التركيز.
– بطء في التئام الجروح أو إصابات متكررة: يؤثر مرض السكر على قدرة الجسم علي لشم الجروح بشكل طبيعي.
– إصابة الأعصاب: زيادة نسبة السكر في الدم قد تضر الأوعية الدموية في الأعصاب، ويؤدي ذلك إلى حدوث تنميل في اليد والقدم. وأحيانا أيضا يشعر المريض بآلام محرقة في الأرجل، القدم، الذراع واليد.
– احمرار، تورم وضعف في اللثة: يزيد مرض السكر فرص الإصابات التي تحدث في اللثة والعظام التي تحمل الأسنان بالفم. ونتيجة ذلك قد يفقد المريض بعض أسنانه أو قد يحدث خروج اللثة من مكانها.
العلاج: هناك عدة طرق رئيسية في معالجة مريض السكري
1- النظام الغذائي: النظام الغذائي هو الخطوة الأولى والأساسية للسيطرة على سكر الدم. الالتزام بكمية السعرات الحرارية الما بها من قبل الطبيب المعالج ، مع مراعاة أن يكون الغذاء في نفس الوقت متوازنا ومتنوعا بحيث يحتوي على النشويات والبروتينات والدهون والفيتامينات والمعادن و بنسب دقيقة ومحسوبة.
2- النظام الرياضي : إن النظام الرياضي مفعوله مثل الأنسولين على سكر الدم، حيث إن التمارين الرياضية المنتظمة تساعد على تخفيض سكر الدم، كما أن التمارين الرياضية تساعد على التخلص من الوزن الزائد وتنشط الدورة الدموية ، وتقوي عضلة القلب ، وتساعد على انخفاض نسبة الدهون في الدم. ويفضل اختيار التمارين الرياضية التي تكون ملائمة وغير مكلفة وغير مجهدة وتحتاج إلى مجهود عضلي متوسط وديناميكية تتحرك فيها جميع عضلات الجسم مثل المشي والهرولة والسباحة.
خطط لعمل برنامج أسبوعي للتمارين الرياضية ( 3-4 ) مرات في الأسبوع ولمدة نصف ساعة في كل مرة.
3- النظام الدوائي: إذا لم تتم السيطرة على ارتفاع سكر الدم عن طريق النظام الغذائي ، بالإضافة إلى النشاط الحركي وإزالة الوزن الزائد، فعندئذ لا بد من اللجوء إلى الدواء سواء على شكل أقراص أو حقن أنسولين.
4- أن يتفهم المصاب طبيعة مرضه ، وأن يتقبل تطبيق كافة الإرشادات المعطاة له من قبل الطبيب بدقة واهتمام، كذلك على مريض السكري إتقان استخدام أجهزة فحص السكري.
5- استخدام المحليات الصناعية عند الرغبة في تحلية الشاي والقهوة والعصير
أهمية ممارسة الرياضة لمرضى السكري :
إن الذين يمارسون الرياضة بانتظام يكونون أقل عرضة لمضاعفات مرض السكري عن غيرهم. وإن الاعتقاد بأن الحمية الغذائية كافية لمعالجة داء السكري اعتقاد خاطئ . ويمكن أن تؤدي الحمية المتشددة إلى آثار ضارة إذا لم تقترن بنشاط بدني مبرمج.
إن ممارسة الرياضة لمرضى السكري لها فوائد جمة نذكر منها :
– تقلل من نسبة السكر في الدم والأنسولين الذي يحتاجه الجسم .
– تقلل من الشهية الزائدة وبالتالي تساعد الأنسولين على أن يعمل بكفاءة.
– خفض نسبة شحوم الجسم لتقليل الوزن للمرضى الذين يعتمدون في علاجهم على الأدوية والحبوب وليس الأنسولين.
– خفض ضغط الدم .
إرشادات خاصة بمرضى السكري
– إجراء الفحص الطبي الشامل. – ممارسة الرياضة على شكل ألعاب جماعية أو التمارين الرياضية الهوائية مثل الجري ، الهرولة ، الدراجة السباحة ، وأن تكون مع الأصدقاء أو مدرب لتقديم المساعدة في حالة حدوث المضاعفات.
– التدريب بشكل منتظم وبشدة متساوية الثلاثة أيام في الأسبوع على الأقل مع مراعاة التدرج من السهل إلى الصعب.
– التركيز على زيادة كمية الكربوهيدرات في حالة النشاط البدني العنيف لمدة طويلة (الماراثون ، ركوب الدراجات. إلخ) ، وقبل النشاط بثلاث ساعات، والعمل على تناول السوائل قبل وأثناء وبعد النشاط الرياضي.
– التأكد من سلامة نسبة السكر سواء كانت مرتفعة أو منخفضة قبل ممارسة النشاط الرياضي.
-اختيار الحذاء الجيد المريح.
– غسل القدمين بالماء الدافي (وليس الساخن) واستخدام الكريم لترطيب مناطق البشرة المتصلبة والخشنة واستخدام مسحوق البودرة بين الأصابع.
© موقع كنز العلوم. جميع الحقوق محفوظة.