Uncategorized

نص ادبي: ما ابتغي جل ان يشقى لابو الطيب المتنبي

تمهيد :
ورد على ابي الطيب كتاب من جدته لامه تشكو شوقها اليه وطول غيبته عنها ، فتوجه نحو العراق، ولم يمكنه وصول الكوفة على حالته تلك ، فانحدرالى بغداد ، وكانت جدته لامه قد يئست منه، فكتب اليها كتابا يسالها المسير اليه فقبلت کتابه وحمت لوقتها سرورا به ، وغلب الفرح على قلبها فقتلها، فقال يرثيها:
الا لا أري ألأحداث مندا ولا ذما                 فما بطشها جهلا ولا كفها جلما
إلى مثل ما كان الفتی مرجح الفتى                 يعود كما أبدي ويكري كما ارمى
لك الله من مفجوعة بحبيبها                    قتيلة شوق غير ملحقها وصما
بكيت عليها خيفة في حياتها                 وذاق كلانا ثكل صاحبه قدما
عرفت الليالي قبل ما صنعت بنا              قلما دهتني لم تزدني بها علما
اتاها كتابي بعد يأس وترحةٍ                 فمانت شرورا بي فمت بها غما
حرام علی قلبي السرور فانني               أعد الذي ماتت به بعدها سما
رقا دمعها الجاري وجفت جفونها           وفارق حبيي قلبها بعد ما أدمى 
وَلم يسلِها إلا المنايا وانما                 أشد من السقم الذي آذهب السقما
وكنت قبيل الموت استعظم القوی           فقد صارت الصغرى التي كانت العظمی
هبيني اخذت الثأر فيك من العدا      فكيف بأخذ الثأر فيك من الحمى
وما انسدت الدنيا علي لضيقها               ولكن طرفا ا لا أراك به آعمی
تغرب لا مستعظما غير نفسه          ولا قابلا إلا لخالقه حكما
ولا سالكا إلا فؤاد عجاجة                ولا واجدا الا لمكرمه طعما
يقولون لي ما أنت في گل بلدة؟            ما تبتغي ما ابتغي جل أن يسمى
وما الجمع بين الماء والنار في يدي      باصعب من ان اجمع الجد والفهما
و إني لمن قؤم گأن نفوسنا       بها انفا بأن تسكن اللحم والعظما
گذا آنا يا دنيا إذا شئت فاذهبي        ويانفس زيدي في گرائهها  قدما
فلا عبرت بي ساعة لا تعزني     ولا صحبتني مهجة تقبل الظلما
التعريف بالشاعر
هو أبو الطيب المتنبي : 
هو احمد بن الحسين الجعفي الكوفي  نشأ منذ صغره متنقلا بين بوادي الشام، فاكتسب من اهلها فصاحة وبيانا ، وبدت عليه مظاهر النبوغ في النظم والنثر لكثرة ملازمته الوراقين ، حياة المتنبي اختلط فيها الواقع بالخيال ، وقد تزيد عليه الكثير من الرواة حتى تحولت حياته الى ضرب من الالغاز يصعب تبين الحقيقة من خلالهاز تنقل بين البلاطات مادحا. الى ان كان لقاؤه بسيف الدولة الحمداني امير حلب ، ولازمه تسع سنوات ، وكانت اثرى مراحل المتنبي الشعرية لما وجده في هذا الأمير من قيم العروبة والبداوة المفقودة في عصره . اتصل في مصر بكافور الاخشيدي لمدحه لكن سرعان ما غادره وهجاه بقصائد مقذعة مات مقتولا مع ابنه وغلامه وهو راجع من بلاط عضد الدولة .
الشرح المعجمي :
1- ابدي : اصلها أبدئ وخففت الهمزة : بدا وابدا : خلق .
۲- يكري : من الفعل أكرى الرجل : قل ماله او نفد زاده
 أكرى الزاد : نقص.

3- ارمى: زاد .
4. الوصم : العيب والعار .
5. الثكل : فقدان الحبيب ، والغالب في استخدامها عند فقد الرجل والمراة ولدهما.
6. رقا: اصلها رقا الدمعة أو الدم ، جف وانقطع .
7- النوی : البعد والهجر
8- عجاجة : الغبار او الدخان ، يقال: لف عجاجتهم أي أغار عليهم.
9 – الجد : الحظ وتجمع على جدود
۱۰- كرائهها : مفردها كريهة : الحرب أو الشدة في الحرب والكريهة النازلة .
فقد صارت الصغرى التي كانت العظمى أي صارت النوى التي كان يستعظمها قبل موتها صغيرة بالنسبة لموتها .
** ما انت:  أي ما انت صانع ؟

© موقع كنز العلوم.  جميع الحقوق محفوظة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى