أحافير و كائنات قديمة و مخلوقات غريبة من سلطنة عمان
سنأخذ في هذا الموضوع رحلة خلال التاريخ تبدأ من القرون الغابرة الى اليوم … نتجول في أرض عمان قبل ملايين سنين و ننظر من خلال الأحافير كيف عاشت الكائنات و ما هو سلوكها و نضع صور لأشكالها و هي على قيد الحياة
فقط نحتاج لمعرفة مصطلحين بسطين في جيولوجيا :
1
– المكون [Formation] : هو طبقة من صخور تختلف عن تلك الموجوده أعلها و أسلفها و على جانبيها و تتميز هذا طبقة بعدة صفات تُميزها عن غيرها من طبقات كــ:الإختلاف في نوع صخور
الإختلاف في أنواع الحفريات
العمر
مثال على ذلك :
اللون البنفسجي هو مكون مختلف عن المكون الوردي و هكذا
و الإختلاف بينهما يكون في نوع صخور أو نوع الحفريات و العمر
و هذه مكونات تأخذ إسم المنطقة التي يظهر فيها المكون بأبرز صوره أو مظهر فمثلا في سلطنة عمان عندنا العديد من المكونات مثل مكون معين و مكون سيق و مكون شمس و غيرها
بطبيعة الحال لتعرف على المكونات يحتاج الباحث أن يعرف أنواع صخور و الحفريات و الأشكال الجيولوجية ،، لأن كل مكون يمتاز عن الأخر بصفات تميزه عن غيره
و يتم معرفة عمر الأحافير من خلال عمر المكون الذي يحتوى على الأحفوره
عمر الأحفورة = عمر المكون
و عمر المكونات يتم حسابها عن طريق الإشعاعات المنبعثه من صخور و العمر النصفي للمعادن
هذه طريقة واحده من عدة طرق لحساب عمر المكون
بإختصار المكون يعنى طبقة من صخور
2- من المهم أيضاً أن نعرف الجدول الزمني الجيولوجي:
لا تهتموا بتفاصيل الجدول
كيف سنستخدم هذا الجدول ؟؟
مثلا عندما نقول أن الأحفور من عصر Triassic
تروحوا في الجدول تحصلوا أنه تراسيك يتراوح من 208 – 245 مليون سنة
يعنى الأحفورة عمرها بين هذه الفترة
…
خلونا من هذه التفاصيل المملة و أحسن نروح نشوف صور الحفريات
و البداية مع الــ”الستراماتولايتس“الستراماتولايتس هو أقدم أثر للكائنات الحية على الكرة الأرضية و يبلغ عمره 3.5مليار سنة و هذا الأثر الجيولوجي تصنعه الطحالب ( الزرقاء – الحمراء)
تُــثني هذه الطحالب الأتربة و رمال فيتشكل لدينا الستراماتولايتس
و لهذه الطحالب القديمة فضل على الكرة الأرضية إذ أن الأرض قبل مليارات السنين لم تكن تحتوي على أكسجين و كانت هذه الطحالب تمتص الغازات الموجودة في الأرض في ذلك زمان القديم ثم تفرز غاز الأكسجين خلال عمليات الأيض
أي أنهــا مصدر الأكسجين على الكرة الأرضية قبل مليارات السنين
أما الصورة مُلتقطــه
فهي من “مكون هيام” و من عصر Pr-Cambraianكائنات قليلة جداً كانت تعيش في هذا العصر و أغلبها بدائية جداً
،،
صورة أوضح من جوجل :
و بعد مرور 3.6 مليار سنة ما زالت طحاب (الزرقاء – الخضراء) تصنع لنا هذه الأشكال على شواطئ غرب أستراليا:
فيا سبحان الله
تمتلك هذه الطحالب قدرة “خارقة” على تكيف في مختلف ظروف و الأجواء
نيازك – عصور جيلدية – إرتفاع الحرارة على الأرض … و غيرها من العوامل التي لم تؤثر على هذه الطحالب على مدار التاريخ…
معلومة أخيرة مفيدة:
عمر الكرة الأرضية 4.6 مليار سنة
و عمر هذه الطحالب 3.5مليار سنة
الفرق ما يقارب المليار سنة فقط
505-438 مليون سنة
و بضبط في مكون “عُمده” في سيح حطاط
و هذا المكون طويل جداً و يبلغ طوله3.5 كيلو متر
و كان من صعب علينا دراسة هذا المكون في رحلة ميدانية واحده
و للأسف لم أتمكن من تصوير أحافيره لأننا ركزنا على جزء بسيط فقط من هذا المكون طويل أثناء الرحلة
لكن من دراسات سابقة لهذا المكون نستعرض بعض الأحافير و الأثار الموجوده فيه
[1]
هذه أثار لزحف كائن بحري شبيه لتلك الموجوده على “مكون عمده”
و هذه الأثار المميزة تكون بمثابة بصمة للكائن الحي و يكون من صعب نسبها الى كائن معين بدون دراسه عميقه للأثر و الكائن الذي يمكن أن يصنعه
# تقريبا كحالة بصمات الإنسان
يُعرف هذا الأثر بــ” “cruziana “”
و من دراسات و الأبحاث تبين أن هذه الأثار هي من صنع “الترالوبايت”
و هو الكائن المفضل لدي
هذه صور لـ”الترالوبايت” :
و هذا تصور له و هو في بيئته :
يعيش الترالوبايت في بيئة ضحلة نسبياً و يفضل العيش على أرضية البحر (لا يسبح)
و لم يعد هذا الكائن موجود على الأرض
[2]
هذه أحافير لكائن بحري مشابه لتلك الموجودة في مكون عمده
يُسمى الكائن “جرابتوليات” و الغريب في أحفورته أن أغلب أعضائه تحلل ما عدا يديه
و هذا تصور للكائن و هو حي:
كأنه صحن طائر
و كذلك هو كائن منقرض و كان يعيش في البحر بالقرب من الشواطئ
[3]
الأسماك
في الحقيقة لا أعلم بضبط ما نوع الأسماك التي كانت تعيش أثناء تكون “مكون عمده”
توجد أنواع كثيرة من الأسماك عاشت في عصر Ordovician و القليل منها ترسب في المكون
و هذه بعض الأسماك من نفس العصر الذي تكون فيه “مكون عمده” و ليس بضرورة أن تكون قد ترسبت فيه لكن الأكيد أنها من نفس عمره
Arandaspis prehistoric fish
AstraspidaCategory:Ordovician fish
سيح و فيه كائنات بحرية!
ولقد وجد العلماء كثير من الأحافير في عصر Cambraian ،وقد تيقن لدى الجميع أنها كانت كائنات لم يسبق لهاأي تاريخ تطوري من كائنات سابقة ..وهذا ما يفند نظرية التطور المزعومة .!
حتى أن أبرز المنظرين لعقيدة التطور هذه وهو الملحد الشهير المعاصر”رتشارد دوكنز” قد استيقن من هذه الحقيقة ،,ولم يستطع الإ أن يبلعها مرة !!
يقول :”For example the Cambrian strata of rocks… are the oldest ones in which we find most of the major invertebrate groups. And we find many of them already in an advanced state of evolution, the very first time they appear. It is as though they were just planted there, without any evolutionary history.”
إنه يعترف على أن هذه الكائنات المعقدة لم يسبق لها أي تاريخ تطوري ،ويقول أنها ظهرت هكذا لاول مرة وكأنها زرعت هناك زرعا ! وأُنبتت هناك نباتا .
مجددا قد لا أحتاج لوضع المصدر ،بضغطة زر فقط في جوجل يتضح للجميع عشرات المواقع
لكن أكتفي بهذا الموقع Darwinism Refuted.com
و في هذه الصورة تظهر أحد أهم الأحداث الجيولوجية في تاريخ تشكل تضاريس عمان فــ”مكون سيق” هو أول طبقة و أقدم طبقة في الطبقات التي تشكل اليوم الجبل الأخضر و سلسلة جبال الحجر الغربي و شرقي …
كيف تكونت هذه السلسلة التي نراها في صورة؟؟
1- غمرت مياه البحر أجزاء من عمان من ما أدى الى ترسب رواسب البحر [كلس ، مغنسيوم ، كائنات بحرية ميتة] فوق بعضها فشكلت بعدما تراصت على بعضها مكون خروص “الخطوط الخضراء”
2- إنحسرت مياه البحر عن عمان فتوقف ترسيب و بعد ملايين سنين و بسبب تزحح القارات مالت الخطوط الخضراء نتيجة ضعط على مكون خروص
3- بعد ما يقدر بــ390 مليون سنة ترسب مكون سيق نتيجة إرتفاع منسوب المياه مجدداً و وصوله الى داخل عمان
من هذه الأحداث المتتالية في الأعلى نجد أن الفترة الزمنية بين تكون “مكون سيق” و “مكون خروص” تقدر بـ390 مليون سنة و بالتالي فإن الأحافير الموجودة بين المكونين مختلفه تماماً عن بعضها ..
…
نحن الأن في عصر “Permain” المتأخر و بتحديد في “مكون سيق”
هذه أحفورة لــكائن يُسمى “فسيولينا”
و هو من طلائعيات أي الكائنات التي تحمل صفات الحيوان و النبات معاً
قد يبدو “الفسيولينا” من خلال صورة مجرد دائرة يصعب تميزها من بين الصخور لكن عند تدقيق و نظر عن قرب نجد أن الكائن يظهر هكذا ::
هذه دوائر ذات الغرف هي ما يميز أحفورة الفسيولينا أما عن شكله طبيعي قبل التحلل فهو يكون أشبه بحبة الأرز أو الفستق …
قد يبدو هذا الكائن جامد و لا ينبض بالحياة و لكنه ليس كذلك فهو يفضل العيش في بيئة مميزه توفر له ما يناسبه من الغذاء المناسب المتوفر في تلك البيئة و كذلك تأمن له فرص التكاثر و البقاء فـ”الفسيولينا” كائن منقرض كان يعيش على البحر بالقرب من الساحل و الأمواج الى جانب الكائنات المعروفة اليوم كالحلزون و الأصداف …
في الغالب يتحلل الفسيولينا و تبقى فقط تلك دوائر ذات الغرف هي ما تميزه و تدل عليه بعد مرور ملايين السنوات
،،
يحتوى مكون سيق على كائنات أخرى الى جانب الفسيولينا مثل الحلزون “الخالد” ::
و هذا بسبب أن أغلب جبال عمان تكونت في هذا النوع من البيئة البحرية
على رغم من ذلك فإن هناك تنوع كبير في العوامل التي شكلت جبال عمان و من ذلك أن هناك طبقات [مكونات] من جبال عمان تكونت في بيئة بحرية عميقة جداً تصل الى أكثر من 4 كم [سنرى لاحقاً حفريات من هذه البيئة العميقة جداً]
و هناك طبقات [مكونات] أيضاً تشكلت في بيئة عمقية لكنها أقل من 4 كم مثل “مكون الرايضه” في وادي الحوسنة
و كل بيئة من هذه البيئات عاشت فيها كائنات مختلفه تماماً عن غيرها من البيئات …
هذه أحفورة من “مكون رايضه” لكائن يُسمى “
البيلمنايت“و هو كائن بحري يعيش في المحيطات و عندما يموت فإنه يترسب على قاع المحيط
و لذلك أي أحفورة لـ”البيلمنايت” فإنها في الغالب تُشير الى بيئة بحرية عميقة (أقل من 4 كم )
عمر هذه الأحفورة = عمر مكون “رايضه” = Cretaceous
يمكن تميز أحفورة
البيلمنايت بسهولة فشكلها يشبه “رصاصة المسدس”قد يبدو شكل الأحفورة في صورة غير واضحة * و يمكن الرجوع الى جوجل للحصول على صورة أفضل :
[معذورة طالعه من بيئة يكاد لا تصلها الشمس الى بيئة يكاد لا تفارقها شمس]
و هذه صور لأحافير لــ”
البيلمنايت” لم تُنهكُها عوامل التعرية و هي محفوظه بشكل ممتاز :: البيلمنايت الحي يشبه كثيراً الحباريصعب التميز بينهما [أحيانا يُخيل لي انهما نفس الكائن]
لكن البيلمنايت كائن منقرض بينما الحبار ما زال على موئدُنا
© موقع كنز العلوم. جميع الحقوق محفوظة.