1- لمحة تاريخية ؛
تبدا دولة العرب و جنوب اسبانيا بدخول طارق بن زياد ومغيث الرومي وموسى بن نصير مقاطعة الفندلس . ودامت دولتهم فيها نحوا من ثمانية قرون :
ا- عهد الولاة : (92- 130 هـ) : بدا عهد الولاية بطارق بن زياد ، وتوسع العرب في اسبانيا وسائر اوروبا ، فحاربهم شارل مرتل وردهم عن فرنسا ، ولما ضعفت الدولة الاموية في الشرق سادت الفوضى و عجز المسلمون عن ضبط الولايات.
ب- الدولة الاموية : (138 – 422 هـ) : هرب عبد الرحمن الداخل الى المغرب ونزل على اخواله من البربر فساعدوه على دخول الاندلس وجعل قرطبة عاصمة لدولته ، ثم دانت له الاندلس كاملة ، وقد عم الازدهار في عصره وعصر حفيده عبد الرحمن الثالث
فصارت قرطية حاضرة المعرفة …. وكان اخر خليفة اموي المعتضد بالله هشام بن محمد الذي خلعه جنده نعمت الفوضى وبدا عصر ملوك الطوائف.
ج- ملوك الطوائف (402-536هـ) اصاب الدولة الاموية في الاندلس ما أصاب الدولة العباسية في الشرق. فانحلت وتفرّقت الى دويلات يحكم كل منها امير فكانت :
– الدولة الزيرية في غرناطة ,
– الحمودية في قرطبة .
– الهودية في سرقسطة .
– العامرية في بلنسية .
– العبادية في اشبيلية ،
– بنو ألافطس في بطليوس .
– دولة ذي النون في طليطلة .
وهكذا ظلت الاندلس و اضطرابات وفتن وحروب الى ان احتلها يوسف ابن تاشفين واستس دولة المرابطين.
د- دولة المرابطين : (440-541هـ) : اسسها يوسف بن تاشفين سلطان المغرب الذي توسع الى الاندلس بعد أن استنجد به المعتمد بن
عباد وملوك الطوائف على الفرنجة فاز الهم واستولى على البلاد وتلقب بامير المومنين
هـ- دولة الموحدين : ( 524-667هـ) : اسسها محمد بن تومرت كان مولعا بالعلم والفكر ، تتلمذ للغزالي في المدرسة النظامية في بغداد .
و- دولة بني الأحمر : (629-598هـ) : بعد زوال دولة الموحدين بسط محمد بن هود سيطرته على مرسية وقرطبة واشبيلية . ولما قامت الفتن والمنازعات بين امرائها ، حاصرها ملك قشتالة واحتلها ، فسلمها اميرها ابو عبد الله وخرج من قصر الحمراء وهو يبكي فقالت له أمه عائشة ؛
ابك مثل النساء ملكا مضاعا * * لم تحافظ عليه مثل الرجال .
٢- الحالة الادبية :
بقي الادب الاندلسي حقبة من الزمن يقلد الادب في المشرق لكنه بدا يستقل تدريجيا بجملة من الخصائص جعلته في احيان كثيرة يستبق ما كان سائدا في المشرق .
– الشعر الاندلسي :
ا نشا الشعر الاندلسي في حضن ثلاثة أبعاد : مجالس المودبين ، مجالس الغناء ، والبيئة الثقافية ، واتجه في تيارين : طريقة العرب وطريقة المحدثين … وكان الشعر المشرقي يشهد تجديد بشار وابي نواس ويقف على مفترق بين مذهبي ابي تمام والبحتري.
ويمكن أن نجمل ملامح الشعر الاندلسي الملاحظات التالية :
– لم يقتصر تقليد الاندلس على الادب فحسب بل تجاوزه الى اسماء المدن والشعراء ، فمثلا غرناطة هي دمشق، واشبيلية حمص .. وابن زيدون بحتري الغرب ، وابن هانئ متنبي الغرب … وتلقب ملوكهم بالقاب بني العباس : المنصور ، المهدي ، المامون ..
– سبب التقليد الأندلسي للشرق ان المجتمع لم يكن عربيا صرفا ، بل مزيجاً من عناصر وجنسيات متعددة ..وافتتاح الاندلس تم تحت راية العروبة والاسلام ومركزهما الشرق ، فلا استقلال شعوري وفني عن تراث الشرق.
– اهم موضوعات الشعر الأندلسي : الغزل ، وصف الطبيعة ، اللهو والمجون ، الزهد ، رثاء الممالك الزائلة …
– اما مميزات الادب الاندلسي فشابهت مميزات الادب المشرقي و اسباب التقليد تكمن في افتقار الأندلسيين الى حياة عقلية غنية مستقلة . فالاندلس كانت تستمد نهضتها وحياتها من بغداد.
– رغم أن الشعر الاندلسي بقي طوال الحقبة الاموية يفتقر الى العمق ، وظل مرتبطا بالشعر في المشرق ، الا انه امتاز بالرقة والجمال الموسيقي و الخيال اللطيف و الصور المتنوعة .
– يتبين لدارس الشعر الأندلسي ان اهم تجديد وقع فيه ، قد أصاب الموشحات ، فالموشح شكل تجديدي احدث في النغمة الشعرية انقلابا جذريا على الموسيقى والقافية ، لكنه ظل مرتبطا بنفس اغراض الشعر و موضوعاته .
– كل ما في الاندلس من طبيعة ساحرة وعمران وحضارة اثر في موضوعات الشعر وجعل الوصف والصور الشعرية مرتبطة بالبيئة الأندلسية .
ب – النثر الأندلسي :
امتاز النثر ألاندلسي بالايجاز ، وبايثار المعاني ، واعتماد الأسجاع احيانا ، وقد ظهر الكتاب الكبار في عهد الدولة العامرية ، يوم راح هولاء يحذون طريقة سهل بن هارون والجاحظ وبديع الزمان الهمذاني.
واهم الاثار النثرية : العقد الفريد لابن عبد ربه ، ورسالة التوابع والزوابع لابن شهيد ، وطوق الحمامة لابن حزم وقد اقتضى الأندلسيون خط المشرقيين في الشعر والنثر ، واساليب الانشاء وصنوف التعبير، وجاروهم في نظام الدواوين واستيزار الكتاب والشعراء .
واشهر علماء هذا العصر نذكر ابن الابار ، وابن الأحمر ، وابن رشد، وابن زيدون ، وابن حزم ، وابن حمديس ، وابن سهل الاشبيلي ، وابن عبد ربه وغيرهم .
© موقع كنز العلوم. جميع الحقوق محفوظة.
